إذا كانت عقدة تمثيل حزب “القوات اللبنانية” لا تزال قائمة بانتظار حلها، فإن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري العائد من المملكة العربية السعودية بدعم كامل على أعلى المستويات، مصمم في إيجاد حل لهذه العقدة لأنه وكما أبلغ زواره أنه لن يشكل حكومة دون مشاركة “القوات”، وهو ما كان أبلغه إلى رئيس الجمهورية منذ تكليفه، وبالتالي فإن الرجل لن يهدأ ولن يستكين إلا عندما يجد الصيغة التي تكفل تمثيلاً يليق بحجم “القوات”، استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية، سيما وأنه لا يقبل بإعطائها إلا الحصة التي تستحقها.
وفي المعلومات المتوافرة لصحيفة ”اللواء”، أن الخطوط مفتوحة بين “بيت الوسط” و “معراب”، سعياً للتفاهم على الصيغة التي يجري البحث عنها، وبما يرضي “القوات” بعد رفضها الحصول على حقيبة “العمل” بدلاً من “العدل”، بعدما تبلغ الرئيس المكلف من وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم رياشي، على ما قالته أوساط “قواتية”، صعوبة قبول فريقه السياسي، بأي عرض حكومي لا يتضمن حقيبة وازنة، كغيره من الفرقاء السياسيين، حيث اختار كل فريق الحقيبة التي يريدها، في حين أنهم يستكثرون على “القوات” التي يمثلها في مجلس النواب 15 نائباً، الحصول على حقيبة أساسية، كوزارة العدل التي وافقوا عليها ثم عادوا وسحبوا موافقتهم، ما يطرح الكثير من الأسئلة، عما إذا كانوا يريدون حكومة وحدة وطنية، أو دفع “القوات” للبقاء خارج الحكومة، مشددة على أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، بإصرار الرئيس المكلف الحسم في هذا الموضوع.
وتجزم مصادر مقربة من الرئيس الحريري أن الحكومة ستشكل في وقت قريب قد لا يتعدى الأسبوع المقبل، بعدما تكون الأمور وجدت طريقها إلى الحل، وأعطيت “القوات” الحقيبة التي ترضيها، مشيرة إلى أن ما يسمى بـ”عقدة النواب السنة” التي يحاول “حزب الله” اختراعها، لن تشكل عائقاً أمام التشكيل، لأنها ليست موجودة في قاموس الرئيس المكلف، مهما اشتدت ضغوطات “حزب الله” الذي يدرك تماماً أن الرئيس الحريري لن يوزر أحداً منهم، وهذا ما تبلغته القوى المعنية بعملية التأليف منذ بداية المشاورات.
وأشارت المصادر إلى أن هناك سلسلة لقاءات للرئيس المكلف في الساعات المقبلة، بهدف إعطاء دفع لمشاورات التأليف، بانتظار اللقاء المنتظر مع رئيس الجمهورية، بعدما يكون تم التوافق على حصة القوات اللبنانية التي تنتظر رد الرئيس الحريري على ما تقدمت به في الاجتماع الأخير بين الرئيس الحريري والوزير رياشي، في وقت أكدت المصادر “القواتية” لـ”اللواء”، أن معراب لن تعرقل وقد قدمت الكثير من التسهيلات، لكنها ترفض أن يكون هناك من يسعى إلى تهميشها.