كتبت ثريل شاهين في جريدة المستقبل:
بدأ العد العكسي لإجراء الإنتخابات النصفية في الكونغرس الاميركي في السادس من تشرين الثاني المقبل. الأولوية الأميركية حالياً هي لنتائج هذه الإنتخابات وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية، وأي تعديل للواقع من خلال هذه النتائج قد يؤثر على السياسية الأميركية تجاه ملفات المنطقة، مع أن ديبلوماسيين يعتبرون أن الإدارة الحالية تقصد عدم التدخل الكامل في المنطقة وهذا يمثّل سياستها.
الحزبان الجمهوري والديمقراطي منشغلان بالإنتخابات، والإدارة تتخبّط، بالإضافة إلى الإنشغال بالإنتخابات، بالتعيينات في المراكز، وهي لم تستكملها على الرغم من مرور سنتين تقريباً على ولاية الرئيس دونالد ترامب. هذا الواقع مضافاً إلى مزاجية ترامب وإنعكاسات ذلك، يجعل الإدارة غير واضحة الإستراتيجية على المستوى الخارجي.
التوقعات تشير إلى أن ترامب وحزبه سيخسران الأكثرية في مجلس النواب، في حين انهما سيحتفظان بالأكثرية في مجلس الشيوخ، إلا انهما أيضاً يعتمدان على المفاجآت، ويقول مناصروهما أنه مثلما نجح ترامب في الإنتخابات الرئاسية بعد تشاؤم في الأيام الأخيرة قبل الإنتخابات، حصلت مفاجأة بفوزه. وهذا قد يحصل الآن في الإنتخابات النصفية.
وإذا نجحت التوقعات، فإن خسارة مجلس النواب، تعني شل أداء حكم ترامب، لأن الحزب الجمهوري يشكل الآن أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ. وإذا كانت غالبية المجلس النيابي ضده، فإن الأخير يستطيع عرقلة مشاريعه، وبالتالي، عندها لا يمكن للرئيس تمرير ما يريد من قرارات، الأمر الذي يشل العهد مع العلم أن هناك اموراً لا تحتاج إلى قوانين ويمكن تمريرها. لكن خسارة الرئيس لمجلس النواب تؤثر
على تفرد الرئيس بالقرار، أي تؤدي إلى الحد منه. وفي كل الأحوال، فإن الإمور المتعلقة بدعم إسرائيل وأمنها كأولوية لواشنطن، لن تتأثر، لأن هناك دعماً لا متناهياً لها من الحزبين.
وإذا حصلت هذه الخسارة، ترى المصادر، أنه لن يسمح الديمقراطيون، للرئيس بالإستمرار في سياسة غض النظرعن أداء روسيا في المنطقة لا سيما في سوريا، لأن الديمقراطيين يعتبرون أن التدخل الروسي، هو الذي أدى إلى خسارتهم الرئاسة. ويتوقع بالتالي حصول ضغوط على الرئيس للتشدد حيال روسيا ولزيادة العقوبات عليها، وللتدخل بفاعلية أكبر في سوريا. والديمقراطيون، يعتبرون أنه ما كان يجب على ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران، وإذا خسر ترامب مجلس النواب، سيتأثر أي قرار للإدارة حول ذلك.
وتشكل الإنتخابات النصفية، بحسب المصادر، إستفتاء شعبياً على اداء الرئيس ترامب ومؤشراً حول ما إذا كان الشعب راضياً عن ادائه أم لا. الآن يجول ترامب في العديد من الولايات وهو ينتقل من ولاية إلى أخرى، لا سيما في تلك المتأرجحة في أصواتها، والتي تحسم النتائج، وفي الوقت نفسه، يجول أيضاً الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما على الولايات المتأرجحة سعياً للحصول على صوتها. ويظهر من أجواء الديمقراطيين أنهم يتحضرون للفوز في المجلس النيابي، ويسعون للفوز في مجلس الشيوخ، مع أن التوقعات بالنسبة إلى فوزهم في مجلس الشيوخ مخالفة لمساعيهم. هناك أسماء من اصول لبنانية تترشح لدى الحزبين، وسيتم إنتخاب ٤٣٥ مقعداً.
وتقول المصادر، أنه من المستبعد أن يسمح الديمقراطيون للرئيس أن يطبق ما جرى التفاهم حوله في القمة الأميركية ـ الروسية، وما تريد موسكو من الإدارة الأميركية أن تفعله، لا سيما وانه داخل إدارة ترامب لا توافق على كل ما يتم التفاهم حوله مع روسيا، ولا توافق حول الوضع مع روسيا وأيضاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وأكثر ما يزعج الديمقراطيين هو جو التخبط وتبدل الرأي السريع بين يوم وآخر، الذي تعيشه الإدارة في ظل عهد ترامب وهو أمر لم تتعود عليه الدولة العظمى، ويعتبر الديمقراطيون أن ذلك يؤثر على الهيبة الأميركية وعلى طريقة التعاون الثنائي مع الدول