أنشأت البطريركيّة المارونية سنة 2006 “المؤسّسة المارونيّة للانتشار”، بدعم من البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وإرادة وجهود الوزير السابق ميشال إده، غايتها التّواصل مع الموارنة في بلدان الإنتشار، وتعزيز مشاعر الإنتماء والتعلّق بالتراث والجذور اللبنانيّة والمارونيّة، وتشجيع المنتشرين على تسجيل نفوسهم والحصول على الجنسيّة اللبنانيّة، والقادرين منهم على الإستثمار في لبنان للمشاركة في النّهوض الإقتصادي وحفظ اللبنانيّين في أرضهم.
تبوأ ميشال إده رئاسة المؤسسة، حتى العام 2016، بعدما جدد له ثلاث مرات، وجرى عام 2016 تعيين النائب نعمة افرام ونائبه شارل الحاج بموجب مرسوم بطريركي وبعد استقالة إده من منصبه. يعاون الرئيس ونائب الرئيس مكتب مجلس الامناء، منتخب من اعضاء المؤسسة، ولا يمكن ان يتجاوز عدد اعضائه الـ12، يُنتَخبون من اعضاء المؤسسة وعددهم 46 شخصاً. ويجتمع مجلس الامناء مرة كل شهر لمعالجة واقرار مشاريع المؤسسة وتطويرها والموافقة على المشاريع التي تقترح من مكاتب المؤسسة في الخارج.
إثر انتخاب افرام نائباً قدم استقالته التي لم يعلن عنها في حينها لأسباب داخلية، فمن يخلفه؟
المديرة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني أوضحت لـ”المركزية” “لا انتخابات لرئاسة المؤسسة، بل تعيين الرئيس ونائبه، بموجب النظام الداخلي للمؤسسة، من قبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وأكدت بستاني “أن البطريرك الراعي اختار الرئيس ونائبه وأقرهما بمراسيم بطريركية وسيعلن عن الاسماء بنفسه في احتفال التسليم والتسلم الذي يقام للغاية في الصرح البطريركي في بكركي، في الثانية عشرة ظهر الاربعاء 31 الجاري “لتكريس ومباركة الرئاسة الجديدة ونيابتها، يتخلله حفل غداء لتقاسم لقمة المحبة والاخوة والسلام”، مضيفة “أن الرؤساء السابقين يستمرون في المؤسسة ويصبحون رؤساء فخريين وسيصار أيضاً الى انتخاب اعضاء المجلس، المتوقع ان يبقى على حاله”.
أما نشاطات المؤسسة فتتعدد وأبرز أعمالها التنسيق مع الابرشيات في الخارج وفتح مكاتب لها أصبح عددها 17 مكتباً موزعة على الولايات المتحدة، استراليا، فرنسا، كندا، البرازيل، المكسيك، الارجنتين، الاوروغواي، فنزويلا، كولومبيا، الاكوادور، جمهورية الدومينيكان، وجنوب افريقيا، بالاضافة الى الاكاديمية المارونية التي تأسست بقرار من الوزير السابق اده وموافقة الاعضاء للقيام بحملة تثقيفية تستهدف الشباب من أصل لبناني بين العشرين والثلاثين من العمر، يتابعون دورات عبر الانترنت على مدى ثلاثة أشهر حول تاريخ الكنيسة المارونية وتحديات لبنان وأعلام لبنانية من جبران خليل جبران الى ميشال شيحا، وهذه السنة فيروز ويخضعون في نهاية الدورة لامتحانات دورية. ويزور الناجحون لبنان لقضاء 15 يوماً في ضيافة جامعة الروح القدس الكسليك لمتابعة الدورات التثقيفية وزيارة المعالم الاثرية والدينية في لبنان. وأكدت بستاني “أن من المعالم التي تترك اثراً في نفوسهم وادي قنوبين ومار شربل، ويؤسس هؤلاء الشباب بعد عودتهم الى بلدانهم الاغترابية عائلة مسيحية كبيرة موجودة في كل دول العالم ويحملون لبنان في ضميرهم ووجدانهم. كما أنشأنا رابطة “القدامى” التي تعمل على التواصل في ما بينهم وتنظم محاضرات مشتركة وينتقلون من بلد الى آخر للتسويق عن لبنان في الجامعات وبين الجاليات اللبنانية، هم سفراء المؤسسة في الخارج”.
ومن المشاريع المستقبلية للمؤسسة التحضير لموقع خاص عبر الانترنت، موجه للجميع وليس فقط للطلاب، لتطوير الاكاديمية كي تصبح تثقيفية ثابتة، وتضم مواضيع تتعلق بلبنان من نظامه السياسي والاداري والاعلام اللبنانية الكبرى ومكان تواجدهم في كل دولة من دول العالم، كما سيفتح الموقع المجال لنقاش مفتوح بين المشتركين في الموقع. كما كان للمؤسسة دور اساسي في إقرار قانون استعادة الجنسية اللبنانية في مجلس النواب الذي اعطى المجال لشريحة كبيرة جدا من اللبنانيين المهمشين لاسترجاع جنسيتهم.