أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حزب «القوات» سمير جعجع ان تكتل «الجمهورية القوية» سيعقد اجتماعاً استثنائياً برئاسة جعجع عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم الاثنين في معراب، لبحث آخر تطورات تأليف الحكومة، واتخاذ الموقف المناسب منها.
وفي تقدير مصادر سياسية، ان القرار الذي ستجد «القوات» نفسها امام ضرورة اتخاذه سيكون صعباً، سواء في حالة قبول العرض الذي قدمه إليها الرئيس الحريري، أو رفضه، لأنه في الحالتين لا بدّ من دفع ثمن غال لا يمكنها تحمله، فهي من جهة تعتبر أوساط مقربة منها، ان العرض، والذي هو عبارة عن ثلاث حقائب، ليس بينها حقيبة سيادية، أو حقيبة وازنة أو أساسية، عبارة عن «فتات» بحسب تعبير الوزير الرياشي في آخر مقابلة تلفزيونية معه، وبالطبع لا يلبي طموحاتها، ولم يأت بحسب نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث سبق لها ان طالبت بحقيبة سيادية من ضمن خمس حقائب بحسب حجمها النيابي، ومن ثم تنازلت إلى أربع حقائب على أساس ان تكون بينها حقيبة أساسية.
الا انها، من جهة ثانية، لا تستطيع الرفض، مع انه وارد، لأن خروجها من الحكومة معناه انها ستبقى خارج السلطة طيلة ما تبقى من سنوات العهد التي سعت إليه أصلاً، عبر المصالحة مع «التيار الوطني الحر» ولاحقاً «تفاهم معراب»، وهو أمر بالتأكيد لا يمكنها تحمله، ولا حتى قاعدتها الشعبية، التي تريد من قيادتها ان تكون شريكة فعلية في السلطة، فضلاً عن انها ستخسر مكتسبات سياسية كبيرة، لو بقيت خارج الحكومة، والذي يعني أيضاً اخلاء الساحة السياسية لخصومها خاصة وانها ستبقى وحيدة مسيحياً، لا معين لها، لا من حزب الكتائب ولا من تيّار «المردة»، حتى ولو تمت المصالحة بين جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية، في بكركي، بحسب ما أكّد امس البطريرك الماروني بشارة الراعي لدى عودته أمس من روما.