كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”:
حركة ناشطة شهدتها دوائر قصر بعبدا أمس، لا سيما مديريات الرئاسة والاعلام والمراسم والصيانة إيذاناً بقرب ولادة حكومة «الوحدة الوطنية». كلٌ انكب منذ ساعات الصباح الاولى على القيام بواجباته لتزداد وتيرة التأهب مع إعلان حزب «القوات اللبنانية» مشاركته في الحكومة. المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير بدأ باعداد مراسيم الاستقالة لحكومة تصريف الأعمال الحالية ومرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة، واستمهل إعداد مرسوم التشكيل إلى حين وضع اللمسات الأخيرة على الطبخة الحكومية ومعرفة أسماء الوزراء وتوزيعهم على الحقائب. مديرية الصيانة والمراسم فتحت قاعة مجلس الوزراء والحديقة التي ستؤخذ فيها الصورة التذكارية، للتأكد أن كل التفاصيل جاهزة وليس هناك أي عطل أو خلل في الأمكنة التي سيتنقل فيها الوزراء الجدد في جلستهم الحكومية الأولى. أما مدير المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا فراح يتنقل بين أقسام المديرية ومكتب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تارة لمتابعة النشاط العادي للرئيس والاتصالات التي تجري حول تشكيل الحكومة، وتارة أخرى للرد على أسئلة الاعلاميين الذين ازدحمت بهم أروقة المديرية، عن موعد زيارة الرئيس المكلّف لقصر بعبدا، وأيضاً لتوجيه تعليماته الى المصورين في التلفزيونات بأن يكونوا على أهبة الاستعداد حين يزور الرئيس الحريري القصر.
وفي ظل كل هذه الاستعدادات كان الجميع يملأ ساعات الانتظار الطويلة، إما بمحاولات فردية لمعرفة موعد زيارة الرئيس الحريري لبعبدا أو بترقب نشاط «بيت الوسط»، إلى أن حلّ المساء وبدأ جميع المنتظرين يفقدون الأمل بولادة الحكومة ليلاً، لكنهم لم يتعبوا من توجيه السؤال نفسه إلى شلالا: «منبقى أو منفل استاذ؟»، فيكون جوابه ابتسامة و«أهلا وسهلا فيكن، ما فيي أعطيكن جواب بس أنا باقي هون يلي بيحب يبقى». بعد ذلك يجيء القرار فردياً عند معظم الزملاء، بالمغادرة لأن المعطيات المحيطة تشير إلى أن الولادة الحكومية لا تزال في مرحلة المخاض الأخيرة وتلزمها ساعات إضافية قبل الخروج إلى النور، وهذا ما تؤكده مصادر مواكبة لملف التشكيل لـ «المستقبل»، مشيرة إلى أن «الاتصالات استمرت بين الرئيسين عون والحريري اليوم (أمس)، والنقاش لا يزال حول تثبيت المواقع والحقائب عبر القنوات المفتوحة بين بعبدا وبيت الوسط لهذا الغرض. أما في ما يتعلق بتوزير وزير سني من خارج تيار المستقبل، فهذا الأمر لا يزال مدار بحث».
وتضيف المصادر: «صحيح أن الرئيس عون سيكون من ضمن حصته وزير سني، لكن هذا الوزير سيكون مقابل إعطاء الرئيس الحريري وزيراً مسيحياً، وليس بالضرورة أن يختار الرئيس عون إسم وزيره من النواب السنة المعارضين للحريري، بل سيكون هذا الأمر مدار بحث مع الرئيس المكلّف لأن هذه الحكومة ستتشكل مراسيمها بارادتَي كل من الرئيسين وليس رئيساً واحداً».