سلم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المراسيم البطريركية التي أصدرها بتعيين المهندس شارل جورج الحاج رئيسا للمؤسسة المارونية للانتشار لمدة ثلاث سنوات، وروز أنطوان شويري نائبة له، وذلك بعد أن قدم الرئيس نعمة إفرام استقالته من رئاسة المؤسسة إثر انتخابه نائبا في مجلس النواب.
وشكر إفرام “الراعي على هذا التعيين الذي كنا نتوقعه”. وتابع: “اعتبر أنني أديت واجبي كاملا وكانت مسيرة ناجحة جدا ومميزة حيث سمح لي أن أواكب مشروع المؤسسة وعمره آلاف السنين والمزروع في قلوب الموارنة أجمعين، وكان قد حان الوقت لتجسيد هذا المشروع بخطة”.
بدوره، عاهد الحاج الراعي أن “أبذل كل ما أوتيت به من معرفة وقدرة لتحقيق أهداف المؤسسة بالتعاون مع كل الأعضاء وفريق عمل المؤسسة”.
ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي الذي رحب بالحضور مقدما التهنئة للرئيس ونائب رئيس المؤسسة وقال: “اشكر النائب الجديد المهندس افرام على خدمته كرئيس والتزامه مع المؤسسة، اليوم سيضاعف جهوده اكثر فأكثر بصفته نائبا، فشكرا على الماضي وشكرا على المستقبل، مع التمني من الرب ان يوفقك ونفاخر انك اصحبت نائبا لتحمل قضايا كل شعبنا، ونهنىء الرئيس الجديد شارل الحاج الذي اعطى الكثير من ذاته ونفسه وسخائه وكان هناك اجماع كامل على ان يتولى رئاسة المؤسسة دون اي منازع، ونطلب من الرب ان يوفقك ويكون الى جانبك في رئاسة المؤسسة، كما نهنئ السيدة روز الشويري على نيابة الرئاسة مع الالتزام جميعا على اكمال الطريق سويا خاصة وان الرئيس الجديد المح في كلمته بأن
من جهته، أشار الراعي إلى أن “عندما نزور رعايانا في الانتشار، نرى أن معظم شعبنا أصبح في الخارج ونتساءل من بقي في لبنان، وأحسسنا خلال زيارتنا الراعوية إلى كندا أننا موجودون في لبنان وليس في كندا لأن المطران راعي الأبرشية جمعهم حول تراثنا الماروني واللبناني وهم يتكلمون اللغة العربية كبارا وصغارا والشكر الكبير للمطران تابت وأن كندا هي الأكثر تجاوبا بين بلدان الاغتراب مع عمل المؤسسة المارونية على مستوى تسجيل الزيجات والولادات، وكل بلد زرناه نشعر أن اللبنانيين أصبحوا في الخارج”.
وتابع: “لذلك علينا مضاعفة جهودنا والتزامنا كمؤسسة كي نستطيع مواصلة تسجيلهم لتبقى لهم حقوقهم الوطنية في وطننا وجنسيتهم وكي يبقى لهم حضورهم لأنه كما تعلمون أن النظام في لبنان قائم على الديموغرافيا، وهذا العمل يجب أن نلتزم به أكثر فأكثر، علما أنه وللأسف الشديد شعبنا يشمئز من الوضع السياسي في البلد وكذلك هم لا يتحمسون لتسجيل أولادهم ولا يسعون للجنسية اللبنانية لأن الواقع في الداخل اللبناني لا يشجعهم على ذلك، ولهذا علينا مضاعفة جهودنا أكثر فأكثر، ونحاول إقناعهم أن الأشخاص يتغيرون إنما الوطن باق وحقوقكم باقية ونقول لهم لا ترتبطوا بالواقع السياسي الموجود في لبنان والمتأثر بكل واقع الشرق الأوسط وهذا ما سنحمله ونبقى نحمله ونشجعهم على التسجيل والتعلق بالوطن لكي نحافظ عليهم”.
وأضاف: “نطالب السياسيين أن يشجعوا الشعب اللبناني كي يبقى لديه ثقة بلبنان، وهذا ما كنا نسمعه يوميا من المغتربين خلال لقائنا بهم، ونحن لا يمكن أن نقبل باستمرار تصرفات السياسيين على ما هي عليه وأن يعبثوا بالوطن وشعبه، هذا أمر غير مقبول بأي شكل من الاشكال، لذلك قلت يجب علينا تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، لأننا ليست لدينا صفوف وحركات حزبية إنما نحن نعمل في الداخل ضمن وحدتنا الداخلية، ويجب أن تكون لدينا أراء وأفكار متنوعة وهذا ما تفرضه الديمقراطية، أما أن تكون على حساب الوطن فهذا شيء غير معقول، الولاء ليس للحزب والزعيم إنما هو للوطن، وإذا لم تقم بتربية شعبنا على هذا الموضوع عندها لا يكون لدينا وطن، وهذا الولاء لأاشخاص لا “يمشي” وكل ذلك على حساب لبنان، هذا شيء غير معقول وغير مقبول وفي العالم كله غير مقبول، وهذه هي كل مشكلتنا في لبنان”، متابعا: “يجب علينا إعادة تربية شعبنا على الانتماء للمواطنة ثم الدين والطائفة والحزب والزعيم، ونحن بحاجة إلى هذا العمل وهنا إصراري على تسميتها المؤسسة المارونية للوحدة الداخلية والانتشار، وإذا لم يكن لدينا هذا الأساس للوحدة نكون كمن يضع الماء في السلة، وفي الخارج المغتربون لن يقتنعوا إن لم نغير هذا الأسلوب في التعاطي السياسي”.