استنكر رئيس نقابة الصحافة اللبنانية النقيب عوني الكعكي ما ورد في جريدة “الديار” بحق السعودية، معتبرًا أنه “يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية”.
وعبّر الكعكي، خلال زيارته على رأس وفد من نقابة الصحافة مقر السفارة السعودية في بيروت، عن “استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني”، مشيرًا إلى أن “لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن نصل إلى هذا الدرك وهذا الإسفاف”.
وكان في استقبال الوفد القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري، وإلى جانبه سفيرا الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي والكويت عبد العال القناعي.
واعتذر الكعكي باسمه واسم “زملائي في نقابة الصحافة، اعتذارًا شديدًا من أكبر إلى أصغر مسؤول في المملكة، ومنك يا سعادة السفير، والدولة اللبنانية بدءًا من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة إلى وزيري العدل والإعلام قد أجمعت على رفض هذا الأمر”، معتبرًا أن “المهم متابعة هذا الموضوع وألّا ندعه يمر مرور الكرام كي يكون عبرة لمن اعتبر، فهناك حدود للكلمة وللحرية لم تراعها “الديار”، كما لم تراع المصلحة الوطنية اللبنانية”.
ومن جهته، ثمّن بخاري حضور الوفد “وهذه الوقفة الوطنية بوجود عميد السلك الديبلوماسي سعادة السفير القناعي مشكورًا، وسعادة سفير الإمارات ونقيب الصحافة والأعضاء وكبار الإعلاميين اللبنانيين الشرفاء الذين يمثّلون نهج الاعتدال والقيم الأخلاقية”، معتبرًا أن “ما حصل برأينا لا يمثّل أخلاقيات الإعلام لا على مستوى المضمون ولا على مستوى الرسالة”.
واكد بخاري أن “هناك خطوات ديبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك إعلام غير مسؤول يعكّر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على أمن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك أصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات إلا مزيدًا من التقارب”.
بدوره، رأى سفير الكويت أن “شارل أيوب لم يراع المصلحة الوطنية اللبنانية وأبسط أصول المصلحة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني، فالإعلام هو رسالة وأخلاق وبناء، وهو أيضًا كل مفردات اللغة الجميلة ومهمته أن يجمع بين الشعوب وبين الدول”.
وأشار إلى أن “هذه المحاولات لن تثمر إلا مزيدًا من التقارب بين المملكة العربية السعودية ولبنان الشقيق، ونحن ندرك ونعي بأن لبنان بقيادته وبشعبه وبإعلامه وببرلمانه وبكل مكوناته هو أشد حرصًا منا جميعًا على أفضل العلاقات وأرقاها وأوثقها مع دول الخليج ومع كافة الدول العربية. وأعتقد وأجزم بأن أصوات النشاز هذه لن تؤدي إلا لمزيد من التقارب والتماسك والتعاضد في ما بيننا”.
أما السفير الإماراتي فقال: “نحن بعثات ديبلوماسية في بلد فيه قضاء وقانون وحكومة ورئيس ومجلس نيابي، ولا يجوز في حال حصول أمر ما أن نبدأ نحن بالاتصالات والتحرك والسعي. قبل شهر أو شهرين كان المستهدف صاحب السمو أمير الكويت، واليوم المستهدف هو صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، ونحن نعرف من المموّل والساعي”.
واعتبر أن “المفروض أن يكون هناك رادع وإجراءات قانونية من قبل لبنان”، مشيرًا إلى “أننا سنتابع هذا الموضوع مثلما تابعنا قضية سالم زهران لنرى أين سنصل، ولكن من لديه رخصة في دولنا لموقع أو لجريدة يخضع للعقوبات إذا أساء الاستخدام، ويجب أن يكون هناك قوانين رادعة في الدولة اللبنانية ومعايير، وعلى وزارة الإعلام أن تتحرك مع النائب العام”.