تنسلُّ تباعاً خيوط “الحبكة”، التي نسجها “حزب الله” على “منوال إيراني”، فعطّلت المؤسسات الدستورية اللبنانية، و”شربكت” مسار تشكيل الوزارة بـ”عقدة”- بدعة؛ أجهضت ولادة حكومة، تعسَّرَ مخاضُها أشهراً خمسةً، قبل لحظات من قطع حبلها السُرّي… فقد كشفت أوساط قيادية في “تيار المستقبل” أن الضغوط، التي عمد إلى تكثيفها “حزب الله” على الرئيس المكلف، عبر إرغامه على القبول بتوزير “سنّة 8 آذار”، هدفها الأساسي هو “تمكين الحزب وحلفائه من وضع اليد على القرار الحكومي، و(تشليح) الرئيس الحريري كل ما لديه من أوراق قوة، تحسّباً لاستحقاقات داهمة ينتظرها الحزب بعد العقوبات الأميركية التي ستفرض عليه”.
وأكدت الأوساط، في حديث لصحيفة ”السياسة” الكويتية، أن الرئيس المكلف “يدرك أبعاد هذا المخطط، ويحتاط له؛ ولذلك هو حازم في عدم توزير السُنّة من حلفاء سورية وإيران من حصّته، وهذا ما أبلغه إلى رئيس الجمهورية في لقائهما أول أمس، إذ أكد للرئيس أنه لن يشكل حكومة تحت الضغط، ولن يقبل بأن يخترق (حزب الله) الساحة السنية بفرضه أعرافاً جديدة”.
وفيما تشدد مصادر “بيت الوسط” على أن الحريري “لن يوافق على تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة، لا من قريب ولا من بعيد، وإلا فليفتشوا عن غيره”، لايزال الثنائي الشيعي يتمسّك بتمثيل السُنّة المستقلين في الحكومة، رغم أنهم كتلة غير متجانسبة وكل واحد منهم ينتمي إلى حزب معيّن.
وأكدت المصادر أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل حمل إلى رئيس الحكومة المكلف، أمس، حلاً مقترحاً للعقدة السنيّة من رئيس الجمهورية ميشال عون؛ يقضي بتسمية سُنّيٍّ من حصّة الرئيس، لا يستفز الحريري، ولا يكون من كتلة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية؛ وهذا يعني أن النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد مستبعدان.
وعُلم أن باسيل نقل إلى الحريري طلباً من الرئيس عون بإعادة توزيع المذاهب، خصوصاً ما يتعلق بالموارنة، إذ يريد الرئيس أن تُمثَّل “القوات” بماروني واحد. وعلى هذا الطلب علقت مصادر بيت الوسط بالقول: “في هذه الحالة يبدو أنهم لا يريدون حكومة”. ونفت المصادر، من جانب آخر، الأنباء التي تروّج أن تيار المستقبل يحضّر لتحركات شعبية دعماً للرئيس الحريري.