أشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إلى أن “ما يسمى “العقدة السنية” مشكلة مفتعلة بدأت بمحاولة افتراض وجود أعراف وأفكار ليس لها وجود في الدستور. الدستور اللبناني شديد الوضوح في ما يخص الاستشارات الملزمة لرئيس الجمهورية لاختيار الرئيس المكلف، وليس هناك على الإطلاق أي وجود لما يسمى استشارات ملزمة لرئيس الحكومة المكلف، لأن الهم الأساسي له بعد أن يقيم كل الاستشارات مع كل الكتل ومع كل الفعاليات أن يخلد إلى نفسه وبالتالي أن يخرج بصيغة لحكومة تكون منسجمة متضامنة”.
وتابع، خلال تفقده سير العمل في مشروع المرفأ التجاري الحديث للمدينة والمرفأ القديم وميناء الصيادين: “أما متى يتعرض رئيس الحكومة للامتحان، فعندما يعرض بيانه الوزاري ويأخذ الثقة وليس الامتحان أن كل خمسة نواب لهم وزير، هذا الأمر ليس له وجود في الدستور، وهو سابقة، وهذه عملية كانت بدأت بافتعال المشكلة والتحضير لها حتى بالنهاية تقول كل مجموعة نحن لدينا خمسة نواب”.
وأضاف: “هذا من حيث المبدأ. الأمر الثاني أن ما يسمى الوزراء السنة هم فعليا نواب تابعون لـ “حزب الله”، لكنهم لم يتقدموا ككتلة متضامنة بل نزلوا بهذه اللوائح ونجحوا ولكن لا يمكنهم جعلنا نحسبهم مرتين. فهم شاركوا في استشارات مع رئيس الجمهورية ومع رئيس الحكومة من ضمن اللوائح التي هم منضمون إليها. وبالتالي لا يسطيعون أن يعتبروا أنفسهم كتلة وحدهم. حتى مع ذلك، وإذا كنا سنتصرف بهذه الطريقة، فعلى الصعيد المسيحي أيضا هناك 15 أو 16 نائبا ليسوا محسوبين من الكتل ويستطيعون المطالبة بوزير لهم”. وأردف: “بالتالي كلها حفلة اختراع وعملية افتعال مشكلة للإعاقة، وهذا الأمر لم يعد مقبولا. يجب أن تزاح هذه العقبة من الطريق ونعود لنفكر بشكل صحيح. القصة ليست فقط تأليف الحكومة، التأليف عملية ضرورية جدا، ولكن بعد ذلك لدينا عدد من المشكلات والقضايا التي يجب أن نهتم بها ونحاول أن نجد لها حلا، لأن هذا الأمر الذي نواجهه لدينا مجموعة من المشكلات، سواء كان في الموضوع الاقتصادي والمالي أم كان ذلك في الموضوع الذي آلت إليه الدولة عندما أصبحت جسما يتقاسمه الاحزاب والميليشيات والطوائف والمذاهب. ليس بهذا الشكل تكون الدولة، يجب أن تستعيد الدولة دورها وحضورها وهيبتها”.
وتابع: “الأمر الثالث يتعلق بأن هذا البلد عبر عن اعتقاده أن هناك نأيا بالنفس عن المشكلات في المنطقة والعالم، وبالتالي يجب أن نبتعد عن ممر الأفيال. هذا الأمر يجب أن يكون من القضايا الأساسية، ولاسيما في ضوء التسونامي الآتي من الخارج”.
ورأى أن “هناك مشكلة مستجدة في المنطقة وعلينا أن ننظر كيف سنتعرض لها وكيف سنتعامل معها، وهي موضوع محاولات التطبيع مع إسرائيل. لبنان كان دائما ملتزما مبادرة السلام العربية وليس أي شيء آخر. كل هذه الأمور مشكلات كبيرة مضى علينا ستة أشهر نشغل أنفسنا بأن هذه وزارة دسمة وهذه ليست دسمة، ومن سيأخذ هذه الحقيبة أو تلك، ولكن المشكلات تتفاقم. هذا الأمر يجب أن ينتهي وأن يشعر الجميع بأن هناك عملا إنقاذيا يجب أن نهتم به، ونحن قادرون حتى هذه اللحظة أن نتخطى هذه المشكلات إذا توافرت لدينا الإرادة. أما إذا استمررنا بهذا الأمر من التضييع للوقت والفرص فسنكون جميعا نعرض بلدنا وناسنا وأجيالنا القادمة لمزيد من الأخطار”.