مع ان “حزب الله” يعلن في اكثر من مناسبة ان العقوبات المتلاحقة التي تفرضها الولايات المتحدة عليه وعلى المؤسسات والكيانات المرتبطة به جزء من حرب الضغوط التي تشنّها ضده بأساليب مختلفة، ولن يكون لها اي آثار سلبية، باعتبار انه خارج التداول بالنظام المالي العالمي، وهذا ما اكدت عليه مجدداً مصادره لـ”المركزية”، الا ان العقوبات الاميركية “المشددة” التي ستصدر الاحد المقبل وتشمل ايران بالدرجة الاولى وأذرعها العسكرية في المنطقة، تُشكّل “هاجساً” لدى الحزب كَونها لا تشبه النُسخ السابقة من العقوبات، لأنها ستكون قاسية وسيتشدد الاميركيون في فرضها وتطبيقها.
ويُنقل عن احد المسؤولين قوله “ان العقوبات ستؤثّر على لبنان، لاسيما على المصارف”، في حين تؤكد اوساط مصرفية “ان المصارف التي اتّخذت إجراءات حثيثة منذ عام 2011 للالتزام الكامل بالعقوبات والقوانين الدولية ستبقى على التعاون نفسه والتقيّد بالقرارات الدولية”، وتلفت في المقابل الى “ان الجانب الاميركي يعي دقّة الوضع اللبناني وحساسيته، وابلغ مساعد وزير الخزانة الاميركية في زيارته الاخيرة لبيروت المسؤولين حقيقة موقف الادارة الاميركية وعدم التهاون او المسايرة او التسامح مع المخالفين للعقوبات”.
ويدرس الحزب منذ الان كيفية مواجهة هذه المرحلة المُثقلة بالعقوبات التي وصفها رئيس الجمهورية ميشال عون في حواره المفتوح مع الاعلام في الذكرى الثانية لانتخابه بـ”الاستعمار المالي”، ويخشى ان تطال الرزمة الجديدة شرائح واسعة من المجتمع اللبناني ومؤسسات عدة وقد تتوسع لاحقا لتشمل سوريا وايران.
وفي وقت يراهن البعض على “تغيّر” اللهجة الاميركية تجاه ايران والحزب نتيجة فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية للكونغرس ما يُكبّل يدي الرئيس دونالد ترامب ويُعيق حركته، تستخف اوساط دبلوماسية غربية وفق ما ابلغت “المركزية” بهذا السيناريو، وتقول “ان الجمهوريين والديمقراطيين المختلفين على جنس الملائكة يتّفقون على ان “حزب الله” تنظيم ارهابي ويجب تجفيف منابع تمويله مادياً وعسكرياً”.
وابعد من ذلك، تكشف الاوساط “ان دفعة من العقوبات الجديدة على الحزب وايران قد تصدر عشية 6 تشرين الثاني موعد اجراء الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي كورقة اساسية يوظّفها ترامب في صناديق الاقتراع فترفع حظوظ المرشحين الجمهوريين على حساب الديمقراطيين”. ولا تستبعد “ان تتضمّن هذه الدفعة من العقوبات اسماء لبنانية وغيرها”.
وتشير الاوساط الى “ان انتظار الحزب نتائج الانتخابات “رهان خاسر”، لا بل انه كمن ينتظر الشمس في منتصف الليل، لان العقوبات ستكون قاسية وتشمل اسماء لبنانية معروفة ترفض الاوساط الكشف عنها وتكتفي بالقول ستعلن قريباً”.
وفي سياق ربط تأثير العقوبات على تولّي “حزب الله” حقيبة وزارة الصحة في الحكومة العتيدة ووقف الولايات المتحدة مساعداتها الطبّية للبنان، تنقل الاوساط الدبلوماسية عن مسؤولين اميركيين “استغرابهم لتمسّك الحزب بحقيبة الصحة رغم اعلانهم وقف المساعدات الى الوزارات التي يُديرها مسؤولون في “حزب الله”، حتى ان الحزب “تعنّت” اكثر تجاه هذه المسألة، فبدل ان يوزّر مستقّلين لتفادي كأس وقف المساعدات والمشاريع الخاصة بوزارة الصحة، يبدو انه ذاهب الى المواجهة وتحدّي القرار الاميركي من خلال الاصرار على توزير حزبي (من البقاع)”، وتلفت الى “ان في ضوء حجم وحدّة العقوبات يُمكن تحديد مسار الامور بالنسبة لتشكيل الحكومة، مع العلم ان “حزب الله” لا يُمكنه تحمّل تبعات عرقلة تشكيل الحكومة وتداعياتها الاقتصادية على اللبنانيين، خصوصاً ابناء بيئته السياسية”.