الساحة السياسية في حال ترقب، بانتظار ما ستؤول اليه العقدة المستجدة، المتمثلة بمطالبة حزب الله بتمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة، وكيف ستسلك طريقها الى الحل، وهل من عقد غيرها ستبرز على خط التشكيل، والمشاورات الحكومية مجمّدة بانتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارته الخاصة الى باريس. فهل أن محركات تأليف الحكومة مجمدة حقيقة أم أن الحريري أعطى الافرقاء على الساحة السياسية “اجازة” للتفكير وإعادة التموضع؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم أكد لـ”المركزية” أن “الاتصالات والمشاورات الحكومية مستمرة بعيداً من الاضواء لأن المسألة لم تعد تحتمل”.
وهل الحريري معتكف في باريس كما تردّد؟ أجاب: “الحريري في زيارة خاصة وغير معتكف، لأن لو كان الامر كذلك لكان افصح عن ذلك علناً، لكن بالنظر الى ما آلت إليه الامور وكم ضاعفوا الحمل عليه، هو الذي ضحّى كثيراً، ونحن من أجله تساهلنا أيضاً، قد يعني سفره نوعاً من توجيه رسالة. فبعد كل هذه التضحية والوضع الاقتصادي الصعب ومؤتمر “سيدر”، البلد يحتاج الى الحكومة أمس قبل اليوم، بينما البعض يتسلى ويضغط في اتجاهات عدة وكأن البلد يخصنا وحدنا”.
هل من حلول للعقدة المستجدة؟ أجاب: “ليست مشكلة مستعصية، يرخونها ويعقّدونها على مزاجهم ساعة يشاؤون وكيفما يريدون. لم ترسُ في أي مكان بعد، وعندما ترسو سنعرف. ومن الحلول المطروحة، إمكان استبدال الرئيس عون مقعداً سنياً من حصته بمقعد لسنّة المعارضة، كما يحكى عن استبدالات أخرى من هنا وهناك. وكلها تمثيليات ينجح فيها اللبناني، علماً ان هذا الموضوع لا يحتاج الى كل هذا النقاش. هذه الكتلة “بازل”، تجمعوا من كتلة “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” و”المردة”، ومن شخصين لا ينتمون الى أي كتلة، في حين رفض الرئيس نجيب ميقاتي الدخول في هذه اللعبة، حتى النائب اسامة سعد رفض الانضمام الى تكتلات طائفية، وعلى مستوى الخط السياسي العام، هم ممثلون بأطراف عدة من قوى 8 آذار في الحكومة، وتحديدا “حزب الله”، وبالتالي لم يكن هناك من داع لافتعال كل هذه المشكلة”.
واستبعد ان تكون لهذه العقدة خلفيات خارجية “لأن وضع لبنان لا يحتمل الغنج او ربط مصيرنا بالخارج، خصوصا ان الاولوية هي للوضع الاقتصادي”.
وعن صحة استبدال الرئيس عون طلب مبادلة “القوات” بمقعد ماروني، قال: “لم يصلنا طلب رسمي من الرئيس عون، إنما وصلنا الخبر بالتواتر وعبر وسائل الاعلام، ورددنا عبر الاعلام، حيث أصدر الحزب بياناً مفاده ان هذا الامر لا يعنينا. فقد سبق أن نال هذا الموضوع قسطه من الأخذ والردّ حتى وصلنا الى الاتفاق النهائي حول المقاعد، وقدمنا ليس فقط الممكن انما اكثر ما يمكننا لتسهيل عملية التشكيل. وأعتقد ان الامر مجرد زكزكة في مواجهة توزير الاعلامية مي شدياق. هذه احد الاحتمالات التحليلية لأن المسألة ترافقت مع هجوم سافر عبر وسائل التواصل الاجتماعي على شدياق، بدل تعزيزها وتكريمها لما تعرضت له واحترامها على الجهد الذي تقوم به ثقافياً واجتماعياً وسياسياً متخطية آلامها، حتى لو ان رأيهم السياسي مختلف عنها”.
وعن صحة المعلومات المتداولة إعلامياً عن تغييب “القوات” عن زيارة موسكو، خصوصاً وقد زارها مؤخراً كل من رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل ورئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، والنائب السابق أمل أبو زيد، أجاب واكيم: “هذه ليست دعوات موجهة من موسكو لأحزاب وأفرقاء لبنانيين، بل استدعاء، لأن الذين سافروا الى موسكو طلبوا منها توجيه دعوات لهم للمشاركة. وليس صحيحاً أن موسكو دعت واستثنت “القوات”. تحدثنا مع السفير الروسي الكسندر زاسبيكين والامور واضحة، من شارك في موسكو، شارك بناء على طلب منه وعلاقتنا جيدة مع روسيا”.