كتبت ساسيليا ضومط في صحيفة “الجمهورية”:
«في البداية ظننتُ أنّ الأمر عابر، إلّا أنّني كنتُ مخطئة، فبعد المراقبة لاحظتُ أنّ ابنتي البالغة من العمر 5 سنوات تلمس أعضاء شقيقها الحميمة (4 سنوات) كلّما سنحت لها الفرصة. وعندما قلتُ لها بأنّه لا يجب أن تقوم بذلك، أخذت تبكي بكاءً شديداً ونظرت إليّ بطريقة غريبة جدّاً، لم أفهمها؛ هل يُعقل أنّها تسترق النّظر إلى علاقتنا أنا ووالدها؟ هل أتحمّل مع زوجي مسؤولية نومها إلى جانبنا في السرير؟ نحن لا نقوم بالعلاقة الحميمة إلّا بعد أن يناما في المساء».
تختلف حياة الزوجين بعد الإنجاب، فيعيشان تحوّلاً جذريّاً في حياتهما اليومية وواجباتهما الوالدية، وتخف اهتماماتهما ببعضهما البعض في حين يكثّفان رعايتهما بالأبناء، فيُكرّسا معظم وقتهما لتلبية حاجات الضيف الدائم، الضعيف والغالي.
للطفل حاجات غذائية، صحّية وعاطفية يهتمّ بها الأهل بالإضافة إلى مسؤولية المحافظة على سلامته، وكلّما زاد عمره كلّما اختلفت حاجاته، وعلى الأهل دائماً أن يكونوا ملمّين بالحدّ الأدنى من المعرفة وذلك لحماية أبنائهم من الخطر والمرض وغيرها من الأمور.
يُشعر ضعف الطفل الوالدين بالخوف والقلق عليه، فيفضّلان أن ينام معهما في الغرفة، وأحياناً على السرير نفسه، هذا في البداية، ليتعوّد بعدها على ذلك. كما يشعران بالتعلّق به والضّعف أمام رغبته بالنوم إلى جانبهما.
وكلّما زادت مسؤوليّات ومتطلّبات الحياة، كلّما تأثّرت العلاقة الحميمة بين الزوجين سلباً، وهي تُعتبر من ركائز نجاح الحياة المشتركة؛ فيذهبان إلى الفراش بعد يوم طويل، ليكرّسا بعض الوقت لبعضهما البعض، لتبادل الحديث والودّ والحب. والسّؤال الذي يطرح نفسه، كيف يتمكّنان من فعل ذلك والأطفال موجودون في الغرفة ذاتها أو حتى إلى جانبهما في السرير؟ هل من الصحّي ممارسة العلاقة الحميمة والأطفال نائمون في الغرفة؟
ليس من الصحّي القيام بالعلاقة الحميمة أثناء تواجد الأبناء، وغالباً ما يظنّ الأهل أنّ الطفل لا يفهم ما يجري فيعطونه ما يتلهّى به. ولكن عندما يشاهد الطفل والديه أو يستمع لأصواتهما أثناء قيامهما بالعلاقة الحميمة يتأثّر نفسيّاً بشكل سلبي، إلّا أنّهما يظنّان أنّه لا يفهم شيئاً.
المؤثّرات:
عندما يشاهد الطفل الأهل خلال العلاقة الحميمة ينعكس ذلك سلباً على صحّته النفسية واستقراره العاطفي:
– قد يعتقد الطفل أنّ الأب يعتدي على الأم، ما يؤدّي إلى النّفور من العلاقة الجنسية مستقبلاً.
– قد ينفر الطفل من والديه، ويفقد احترامه لهما ظنّاً منه أنّهما يقومان بما يخلّ بالآداب.
– قد يعاني من شراهة جنسية أو هوس جنسي.
– قد يُخبر الآخرين ما شاهده أو سمعه.
– قد يحاول تقليد الأهل.
– قد يظنّ أنّه يمكن لأيّ ذكر أن يقوم بذلك مع أيّ إمرأة.
– قد يتحرّش جنسيّاً بأفراد الأسرة أو يتعرّض للتحرّش.
– قد يفقد الإحترام للجنس الآخر.
فرغم براءة الأطفال، هم يلاحظون ما يدور حولهم ويتأثّرون به، كما أنّ بعض الأطفال يصحَون من نومهم بسبب سماع أصوات أو حتى بدون أسباب، ومنهم مَن يتظاهرون أنّهم نائمون، فاحذروا!
بعض النصائح للأهل:
على الأهل أن يلزموا حدوداً معيّنة في علاقتهم أمام أبنائهم، فلا بأس بالقبلة على الجبين أو الخد، أو حتى القبلة السريعة على الفم، وكذلك الأمر لمظاهر الودّ كمسك يد الآخر وضمّه والضحك معه. إلّا أنّنا ننصح من أجل الحفاظ على صحّة الأبناء النفسية بـ:
– اعتماد الثقافة الجنسية مع الأطفال من خلال تعريفهم على أعضائهم الجنسية
– عدم نوم الأبناء في غرفة الأهل، وإذا تعذّر ذلك عدم النوم في فراش الأهل
– إقفال الغرفة عند القيام بالعلاقة الحميمة
– إستخدام مكان آخر للقيام بالعلاقة الحميمة إذا كان الأطفال ينامون في غرفة النوم.