مع انطلاقة السنة الثالثة من العهد الذي بنى الكثير من اللبنانيين الآمال عليه، تبدو الأوضاع صعبةً من النواحي السياسية والاقتصادية والسياسية. فالحكومة التي قال عنها الرئيس ميشال عون انها ستكون حكومة العهد الأولى فعلياً ما زالت في دائرة الانتظار، اما الوقع الاقتصادي فيعيش مرحلة صعبة بحيث تأتي الإنذارات بصعوبته من الداخل والخارج. ماذا يقول عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم الخوري لـIMLebanon عن إنجازات العهد واخفاقاته وكيف يرى المرحلة المقبلة؟
يؤكد الخوري ان الإنجازات التي تحققت خلال سنتيَ العهد كبيرة بلا شك، لكنه يذكّر بـ”اننا نأتي من تسيّب عمره سنوات منذ عام 1992 وربما بسبب ذلك لم شعر المواطن بشكل كاف بالتغير الحاصل فهو لديه آمال كبيرة والازمة كبيرة كذلك لكن البلد يوضع على السكة الصحيحة”.
ويعدد إنجازات كبيرة حصلت خلال السنتين الأخيرتين مثل انجاز الموازنة الذي تحقق بعد سنوات من غياب الحسابات في الدولة اللبنانية، وضع قانون انتخابي للمرة الأولى على النظام النسبي ثم اجراء انتخابات نيابية بعد تمديد لمجلس النواب تواصل أكثر من مرة، وصولاً الى القيام بتعيينات أساسية في إدارات الدولة في الشقين المدني والعسكري.
كل هذه الإنجازات، حسب الخوري، يمكن تصنيفها في مصلحة العهد، مشددا على التعويل على دور الحكومة الآتية لان الحكومة السابقة “كانت حكومة انتخابات، ولذلك يجب تشكيل الحكومة سريعاً وعدم إضاعة المزيد من الوقت كي يكون لدى العهد مفاصل حكم بين يديه يطبق من خلالها الوجهة الإصلاحية التي تشكل أساس مشروعنا السياسي”.
وعما ما لم يتحقق بالقدر الكافي، فأول ما يذكره نائب جزين هو مكافحة الفساد، مشيرا الى انه “لم نتقدم بهذا الملف على قدر طموحنا، فالمعالجة بدأت لكنها بحاجة لتفعيل اكثر وهذا هو التحدي الأساس في السنوات الأربع المقبلة من عمر العهد”.
ويؤكد كذلك أهمية تحسين الوضع الاقتصادي المرتبط عضوياً بمكافحة الفساد، اذ انه لا يمكن الحديث عن نمو اقتصادي في ظل الفساد.
اما عن معضلة الحكومة وبروز العقدة السنية في الأيام الأخيرة، يقر الخوري ان هذه العقدة لم يكن من المتوقع بروزها بهذه القوة وفي اللحظات الأخيرة قبل ولادة الحكومة، لكنه يشير الى انها تبدو “مضخمة اكثر مما هي فعليا عليه”.
وبعدما يستعرض وجهتي نظر الرئيس المكلف سعد الحريري “الذي يريد كرئيس حكومة وكقوة سياسية اختزال التمثيل السني” و”السنة المستقلين الذين قاموا بتجميع بعضهم ويعتبرون ان لهم حق بالتمثيل”، يرى الخوري ان فريقه السياسي غير معني مباشرة بهذه الازمة لكنه يوضح ان “التيار” سيحاول لعب دور لتقريب وجهات النظر وإيجاد رؤية مشتركة تشكل التسهيل.
وعن الموقف اللافت الذي أعلنه الرئيس عون والذي بدا اقرب لموقف الحريري من هذه العقدة، يقول الخوري ان الرئيسين عون والحريري هما المعنيان اولاً بالتشكيل وعلى الرغم من ان الرئيس اعطى رأياً واضحاً فإن ذلك لم يأت من باب “اخذ طرف ضد الطرف الآخر” بل لمراعاة المصلحة العامة وولادة الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون للبدء بمحاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد.
يورغو البيطار