Site icon IMLebanon

عن العلاقة بين بشري وزغرتا… منعاً للتزوير! (ميشال طوق)

يقول الرب يسوع المسيح في إنجيل يوحنا: “إن ثبتّم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي وتعرفون الحق والحق يحرركم”.

شاهدنا تقريراً مصوراً على شاشة الـmtv عن المصالحة المنتظرة بين سليمان فرنجية وسمير جعجع، مع حفظ الألقاب.

لا أعرف إذا كان هذا التقرير أعد بخفة عن سابق تصور وتصميم أم أنه صودف أن أعطى هذه الصورة المغلوطة جداً عن أصل المشكلة وعن المصالحة وعن أهالي بشري وزغرتا، وكأن أهل بشري هجموا على أهل زغرتا!

لوهلة ظننت أن كل أسباب الحرب اللبنانية ومآسيها، إنما تُختصر بهذه المساحة الضيقة من الشمال اللبناني!!

لذا ومنعاً لتزوير الحقائق وتحريف التاريخ، ولأن الحقيقة فقط هي التي تحررنا، لا بد من بعض التوضيحات على هذا التقرير المغلوط في الشكل وفي المضمون.

أولاً، كل أهل زغرتا يزورون بشري وكل أهل بشري ليس لديهم أي مشكلة مع أهل زغرتا، وطريق أهل بشري الى طرابلس وعكار تمر بزغرتا، وهناك العديد من الزيجات بين المدينتين منذ مئات السنين إلى اليوم.

منذ إنتهاء الحرب اللبنانية، وحتى خلال وجود الإحتلال السوري في الشمال، لم يكن هناك أي مشكلة بين أهل بشري وأهل زغرتا ولم يُسجل أي إشكال بين أهل المدينتين بإستثناء حادث أو إثنين بصفة جدّ فردية ولا علاقة لها بالسياسة.

ثانياً، ما حصل في إهدن هو نتيجة صراع كبير نشاً بين حزب الكتائب اللبنانية والرئيس سليمان فرنجية، والأمر بالقيام بعملية إهدن إتخذه المكتب السياسي الكتائبي، وبالتالي، لم تكن مسؤولية سمير جعجع تتخطى مسؤوليته كقائد مجموعة عسكرية في حزب “الكتائب” ينفذ أوامر القيادة الحزبية.

لا أريد أن أدخل في التفاصيل من جديد وقد تكلمنا عنها مراراً وأصبحت واضحة وضوح الشمس، لكن أن تُصور القصة على أنها بين أهل بشري وأهل زغرتا، فهذا لا يمت الى الحقيقة بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

نعم حصل جرح كبير في تلك الفترة، وكان يجب أن ينتهي مع الطرف المنفذ للأوامر العسكرية يومها، منذ الزمن الذي إنتهى فيه مع الطرف الأساسي وهو حزب “الكتائب”، لكن لظروف يعرفها كل فريق، لم يحصل هذا الأمر يومها.

لذلك، يجب أن تُبنى المصالحة على حقيقة الأحداث التي حصلت، لتكون مبنية على صخر وتبقى راسخة ومتينة مهما حصل من إختلافات.

ختاما يجب التأكيد من جديد، أن خلاف “القوات اللبنانية” مع “المردة” ااذي ستتوج فيه المصالحة قريباً جداً، هو ليس مع أهل زغرتا أبداً، والدليل العلاقة التاريخية بين “القوات” و”حركة الاستقلال” ولا يمكن أن ننسى أن نائبي زغرتا الزاوية في العام 1982 الرئيس الشهيد رينه معوض والأب سمعان الدويهي انتخبا الرئيس الشهيد بشير الجميل يومذاك، وبالتالي فإن العلاقة بين أهل بشري وأهل زغرتا هي فعلاً أكثر من طبيعة، فاقتضى التوضيح.