Site icon IMLebanon

امتعاض اسلامي من تدخّل حزب الله في شؤون البيت السنّي!

يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان لا فتنة سنية – شيعية في لبنان، ويقول “في كل العالم حصلت فتنة سنية – شيعية، الّا في لبنان، لم يحصل هذا الأمر، ولن يحصل، وحذار اللعب على هذا الوتر”. غير ان موقفه هذا، الذي أرفقه باتصال أجراه بمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان نهاية الاسبوع، ليس معزولا في الزمان والمكان، بل فرضه التموضع الاخير الذي اتخذه الثنائي الشيعي، الى جانب تمثيل سنّة 8 آذار، في الحكومة العتيدة.

فبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، أثار موقف حزب الله وحركة أمل من هذه القضية، موجة امتعاض واستنكار في الشارع الاسلامي، ولدى قياداته، السياسية منها ولكن ايضا الروحية، لم يكن أدلّ اليها من مضمون بيان مجلس المفتين الذي اكد منذ ايام “ان تشكيل الحكومة مسؤولية الرئيس المكلف وهو عالج معظم العراقيل والعقبات بالتعاون مع رئيس الجمهورية ولا يزال يعالج العقد المصطنعة”، معتبرا “ان هناك ايادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف لابتزازه سياسيا ولتأخير عملية تشكيل الحكومة التي هي حاجة وطنية في ظروف دقيقة وحساسة يمرّ بها لبنان، خصوصا في ظل الصراعات في دول الجوار”.

واذ تسأل عما اذا كان “الثنائي” يدرك حجم الحساسية لدى الطائفة السنية تجاه تدخّل القيادات الشيعية في شؤون بيتها الداخلي”، داعية حزب الله الى قلب المعادلة، وتصوُّر أن يدعم السنّة شخصيات شيعية معارضة لسياسات الضاحية وربط مصير البلد بتراجع “الحزب” لهؤلاء، تقول المصادر “ان ما يفعله الحزب، بدعم هذه المجموعة السنية، خطير ومن الضروري تداركه. فهو “ابتدع” كتلة نيابية ويروّج لكونها تمثل 40% من السنّة- علما ان الارقام تكذّب هذه الادعاءات- ويريد من الرئيس المكلف الاقرار بهذا الواقع وإدخالهم الى مجلس الوزراء، فيكون الحزب أوصل رسالة الى المعنيين في الداخل والخارج، بأن الحريري لم يعد الممثل الوحيد لطائفته في لبنان وان ثمة سنّة يدعمون خيار المقاومة فيه.

وفي وقت تتوقف عند توقيت رفع الغطاء عن “العقدة السنية” الذي لا يمكن فصله برأيها عن الزيارة الاخيرة التي قام بها الحريري الى الرياض ومشاركته الى جانب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في قمة الاستثمار السعودي “دافوس الصحراء”، تقول اوساط قريبة من دار الفتوى لـ”المركزية” ان خطوة الحزب أزعجت البيئة السنية ولا يمكن الانكسار امامها او تركها من دون رد، لانها ستكون سابقة خطيرة بأن “تختار” الضاحية وتسمّي و”تحل وتربط” داخل البيت السني.

الأوساط التي تتحدث عن غياب اي حاضنة لـ”المجموعة” هذه سنياً، وتشير الى ان “الدار” غير راضية عن “استخدامهم” من قبل حزب الله، معتبرة ان إحجامهم عن زيارة مفتي الجمهورية منذ بدء “الازمة”، يؤكد انهم على بيّنة من حقيقة موقفها منهم، تطمئن الى ان “لا الدار ولا تيار المستقبل، في وارد تحريك الشارع او النفخ في نار الفتنة، وتاريخهما يزخر بمحطات تثبت أنهما يضحّيان بمصالحهما، لحماية الاستقرار والتعايش”. الا انها تقول ان “هذه المرة، المسألة دقيقة، وعلى “الحزب” الا يعوّل على تنازل الرئيس المكلف. والمعادلة واضحة “لا الفتنة ستحصل ولا كسر الحريري وارد”.