كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:
مثل وزير الخارجية جبران باسيل رئيس الجمهورية في احتفال في الجامعة اللبنانية وألقى خطاباً تميز بالتهجم على الوزير حاصباني، وكأنّ هذا المنبر الجامعي هو منبر سياسي للمبارزة بين الأحزاب.
وقد توقفنا عند النقط الآتية:
أولاً- بما أنّ الوزير يمثل رئيس الجمهورية فكان المفروض أن يعبّر الخطاب عن وجهة نظر الرئيس، ولا نظن أنّ رئيس الجمهورية كان يمكن أن يقول ما قاله جبران.
ثانياً- الاحتفال في حد ذاته أكاديمي (طبّي)، ولا نعرف لماذا هذا التهجم على أحد الوزراء.
ثالثاً- قد يكون الوزير باسيل نسي نفسه انه وزير للخارجية فخيّل إليه أنه وزير للصحة، فقد نسيَ حقيبة الديبلوماسية وجاء الى الاحتفال بحقيبة الصحة… (أعطانا الله جميعاً الصحة).
رابعاً- لبنان هو مستشفى العالم العربي بوجود مستشفيات الجامعة الاميركية وكليمنصو وأوتيل ديو ومار جرجس (الروم) ومار يوسف وسواها الكثير…
خامساً- المدارس والجامعات هي أيضاً من مميزات لبنان، والكثير من حكام وزعماء وقيادات العالم العربي يتباهون بأنهم خريجو الجامعة الاميركية وسواها من الجامعات اللبنانية.
لذلك كنا نتمنى على الوزير باسيل أن يرجئ إثارة خلافه مع زميله وزير الصحة الى مناسبة أخرى ومنبر آخر، كي لا يُساء استعمال الديموقراطية.
الى ذلك، فإنّ حرصاً من وزير العدل سليم جريصاتي على تأمين عودته الى الوزارة، فتدخل في الحوار بين الوزيرين مؤيداً ومسانداً وداعماً جبران، وهذا من المستغرب لدى الكثيرين… فوزير العدل هو للبنان كله، ووزارة العدل حساسة وبالغة الأهمية، وواجب وزير العدل أن يزن كل كلمة يقولها بميزان الجوهرجي (ميزان العدالة)، صحيح أنّ له الحرية مثل كل إنسان أن يقول رأيه، ولكنه كوزير للعدل يحتم عليه الواجب، حرصاً على الموقع وعلى شاغله، ألاّ يكون طرفاً في أي خلاف بين أي من الأطراف… وإلاّ كيف سيكون موقفه إذا طلب منه التحكيم؟!.
من هنا، نرى أنّ منظاره كان ضيقاً، وكان الأحرى به التروّي قبل الإدلاء بأي رأي أو اتخاذ أي موقف…
وليت الوزيرين اللذين استهدفا وزير الصحة قد تريثا قليلاً خصوصاً وأنّ حملتهما على الوزير حاصباني تزامنت مع إنجاز لجنة المال والموازنة إقرار البطاقة الصحية الشاملة، وهذا إنجاز صحّي – وطني كبير يستحق التنويه من الجميع.