مر أسبوع كامل على المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال في الذكرى الثانية لانتخابه، إزاء العقدة السنية، حيث لم يتوان عن الإعراب عن رفضه ضم معارضي الرئيس المكلف سعد الحريري في معقله الأهم والأكبر، إلى الحكومة العتيدة، في ما اعتبر جرعة دعم مهمة للحريري الذي سار بين ألغام المطالب لاستيلاد حكومته. وإذا كان بعض المراقبين المتفائلين توقعوا أن تسهم هذه المواقف العالية النبرة في فكفكة العقدة السنية، فإن تشبث “حزب الله” بتأييد مطلب تمثيل من باتوا يعرفون بسنة المعارضة ما لبث أن أطاح هذه الآمال، وقذف التشكيل الحكومي إلى عوالم الغيب، أقله راهنا.
وليس أدل إلى الجمود القاتل الذي ضرب مفاوضات التأليف وأعاد الأمور إلى مربعها الأول إلا استمرار سفر الرئيس المكلف، معطوفا على الجلسة التشريعية التي تعقد الأسبوع المقبل في ساحة النجمة. على أن أهم ما يسجله الشريط الحكومي اليومي يبقى في الصمت البرتقالي المطبق إزاء تمسك “حزب الله” بمطلب توزير السنة المناوئين لتيار “المستقبل”، في وقت رفع الرئيس عون سقف الموقف من هذه العقدة الكأداء إلى حد غير مسبوق، بدليل أن البيان الذي خرج به تكتل “لبنان القوي” بعد اجتماعه الدوري خلا من أي إشارة إلى العقبة التي يأمل كثيرون في أن تكون الأخيرة، أمام تأليف الحكومة.
في السياق، أوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار عبر “المركزية” “أن “التكتل كان اتخذ قرار عدم التدخل في هذه العقدة، علما أن في حال قرر الرئيس الحريري أو النواب السنة المعنيون تقديم تنازلات معينة فلا دور لنا”.
وعن سبب عدم الإعلان صراحة عن تأييد موقف الرئيس عون، اعتبر أن “الرئيس عون هو الرئيس، والتكتل هو التكتل. لكن هذا لا ينفي أننا ندعمه. وقد عبر الرئيس عون موقفه من هذا الملف، ودعا إلى التوقف عن الركون إلى هذا “التكتيك” السياسي، وانتهت الأمور عند هذا الحد. وأنا أؤكد أن علاقته مع “حزب الله” جيدة جدا”، وشدد على أننا “نحترم وجهة نظر “حزب الله” لجهة التعبير عن وفائهم لحلفائهم، لكنني أعتقد أن الأمور ستحل قريبا لتبصر الحكومة النور”.
وأشار أن “الأمور متوقفة الآن والرئيس الحريري “آخذ على خاطرو” وهو مسافر، من دون أن يعني ذلك أنه معتكف، غير أنه يعتبر أنه قام بواجباته، وينتظر اتفاقا على الموضوع السني لتكتمل لديه التشكيلة”، مشددا على “أننا نريدج حكومة وحدة وطنية منسجمة لنتمكن من العمل على النهوض بالبلد”.
وعما إذا كان “التيار” على استعداد للتدخل لدى “حزب الله” في سبيل تسهيل مسار التأليف، أوضح أن “أحدا لم يطلب منا ذلك حتى اللحظة. لكننا مستعدون إذا رغب أحد في ذلك”.