كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
نتيجة الطقس البارد وقلّة أشعة الشمس، يميل الإنسان بطبيعته إلى المكوث في المنزل خلال فصل الشتاء. غير أنّ انخفاض الطاقة والنشاط البدني يؤدّي إلى انعكاسات سلبية عدة أبرزها جعل الجسم أكثرَ عرضة للعدوى والأمراض والاكتئاب الموسمي. فكيف يمكن التصدّي لهذه الأمور؟
«لتوفير أقصى حماية مُمكنة من الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، والطُفيليات المنتشرة خلال هذا الموسم، لا بدّ من الاعتناء جيداً بالجهاز المناعي الذي يشكّل آلية الدفاع الطبيعية للجسم»، قالت إختصاصية التغذية، جوزيان الغزال، لـ»الجمهورية».
وتابعت حديثها: «لا شكّ في أنّ نمط الحياة المُعتمَد عليه يؤثر في مدى قدرة هذا الجهاز على محاربة الأمراض التي تُهدّده، لذلك فإنّ استبدال العادات غير الصحّية بتلك الجيّدة يساهم في الحفاظ على مناعة فعّالة».
وقدّمت مجموعة نصائح كفيلة بتحسين دفاعاتكم الطبيعية ومحاربة كآبة الشتاء ومختلف أنواع العدوى:
إضافة الثوم إلى الأطباق
استُخدم منذ القِدم لتعزيز الجهاز المناعي بفضل خصائصه المُطهِّرة والمضادة للفطريات. يحتوي الثوم على مُركّب «Allicin» المُضاد للفيروسات والذي قد يقي من نزلات البرد والإنفلونزا. واللافت أنه يتمّ إنتاج هذه المادة عند هرس الثوم أو مضغه، ثمّ تتفكّك إلى كبريت ومُركّبات أخرى مفيدة تساعد على التصدّي للعدوى. واستناداً إلى «University of Maryland Medical Center»، فإنّ تناول الثوم بانتظام لا يُعزّز المناعة فحسب، إنما يساعد أيضاً على الوقاية من أمراض القلب.
إحتساء هذا المشروب
وجد العديد من الأشخاص أنّ مزيج الحامض مع العسل، والزنجبيل، والكركم، والمياه الدافئة يُعتبر علاجاً حقيقياً لنزلات البرد. أظهرت مُراجعة عام 2012 نُشرت في مجلّة «Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine» أنّ العسل عبارة عن مُضاد للأكسدة ويعمل بمثابة مُعزّز طبيعي للمناعة. والزنجبيل هو بدوره مضاد قويّ للأكسدة مع خصائص مُحاربة للفيروسات، ويمكن استخدامُه لعلاج المشكلات الهضمية كالغثيان.
أمّا بالنسبة إلى عصير الحامض فهو غنيّ بالفيتامين C الذي، وإستناداً إلى «Mayo Clinic»، يملك خصائص مضادة للأكسدة ويقي من نزلات البرد.
وفي ما يخصّ الكركم، فقد وجدت الأبحاث أنه يحتوي على مُركّب «Curcumin» الذي ينظّم الجهاز المناعي.
تحضير شوربة الدجاج
تتألّف من صدر الدجاج، والبصل، والبطاط الحلوة، والجزر، والفجل، والكرفس، والبقدونس، والفطر، ورشّة ملح وبهار. تبيّن أنّ هذا الطبق يُبطئ هجرة خلايا الدم البيضاء إلى الجهاز التنفسي العلوي، الأمر الذي يساعد على تهدئة أعراض نزلات البرد. فضلاً عن أنّ صدر الدجاج يحتوي على مُركّب «Carnosine» الذي يساعد على الوقاية من نزلات البرد.
إيلاءُ أهمّية للفطر
يحتوي على مغذيات عديدة مهمّة كالسلينيوم والفيتامين D، وثبُت أنه يدعم المناعة ويحسّن المزاج. من المهمّ إدخال الفطر إلى مختلف الوجبات الغذائية لتقوية المناعة والتصدّي للفيروسات التي تغزو هذا الموسم.
الاستمتاع بالشاي
كشفت الأبحاث أنّ كيماويات «Alkylamines» المتوافرة طبيعياً في الشاي تُقوّي الجهاز المناعي لمساعدته على مكافحة العدوى. وما يُميّز الشاي تنوّع مذاقه وأيضاً فوائده. تبيّن أنّ شاي النعناع يُعالج عسر الهضم والنفخة ومتلازمة القولون العصبي، في حين أنّ الأسود والأخضر يضمّان جرعة عالية من مضادات الأكسدة وخصائص مُحاربة للسرطان.
تناول اللبن
تستطيع بكتيريا «بروبيوتك» الجيّدة الموجودة في اللبن تقوية الجهاز المناعي والمساعدة على ردع العدوى. إستناداً إلى بحث نُشر في «Journal of Science and Medicine in Sport»، فإنّ الرياضيين الذين حصلوا على البروبيوتك انخفضت لديهم نزلات البرد وإلتهابات الجهاز الهضمي بنسبة 40 في المئة. فضلاً عن أنّ اللبن مليء بالفيتامين D الذي يمنح الجهاز المناعي دُفعة لا مثيل لها.
التركيز على هذه المغذيات
وتحديداً الفيتامين C الموجود بوفرة في الخضار والفاكهة أهمّها الرمّان، والكيوي، والحمضيات بمختلف أنواعها، والملفوف، والفلفل، والسبانخ، والبقدونس. إنه عبارة عن مُضاد للأكسدة ويساعد على إبقاء الخلايا صحّية، ويدعم قدرة الجسم على امتصاص الحديد، ويسرّع التئام الجروح، ويخفض مدّة أعراض نزلات البرد.
كذلك يجب عدم إهمال الفيتامين D الذي لا تقتصر أهمّيته فقط على تعزيز امتصاص الكالسيوم، إنما تبيّن أنه أساسي لمناعة قويّة ومزاج جيّد. وإلى جانب التعرّض لأشعة الشمس، يمكن استمداده من مصادره الطبيعية كالفطر، والسمك الدهني مثل السَلمون، وثمار البحر.
من جهة أخرى، فإنّ الزنك مهمّ أيضاً للمناعة ويساهم في خفض مدّة نزلات البرد، ويمكن الحصول عليه من مشتقات الحليب، والبيض، والحبوب، والفطر، والسمسم، والكاكاو، والشوكولا الأسود. جنباً إلى التركيز على مصادر الماغنيزيوم والفيتامين B6 التي تشمل الجوز، والموز، والبروكلي، والحبوب الكاملة، والسبانخ، والشوكولا الأسود لأنّ انخفاض مستوياتهما مرتبط بارتفاع حالات الاكتئاب في الشتاء.
مفتاح الشتاء الصحّي
وفي النهاية، أكّدت الغزال أنّ «مفتاح الشتاء الصحّي هو التنويع في الأكل، والإفادة قدر الإمكان من الطقس غير الممطر للمشي ولو لنصف ساعة مرّتين أسبوعياً لتعويض الفيتامين D وشحن الجسم بالطاقة.
جنباً إلى الحفاظ على وزن صحّي لأنّ البدناء هم الأكثر عرضة للأمراض والعدوى، وتفادي التدخين الذي يُضعف وظائف المناعة، وخفض استهلاك السكر لأنّ كثرته تؤثر سلباً في أداء الخلايا التي تحارب البكتيريا، والنوم جيداً، وشرب كمية كافية من المياه حِفاظاً على الأغشية المخاطية في الأنف والرئتين وبالتالي منع البكتيريا أو الفيروسات من دخول الجسم، والحرص على تهوئة غرف المنزل بانتظام لتجديد الأوكسجين وطرد الفيروسات المُحاصرة».