دعا عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة إلى «تحصين (اتفاق الطائف) الذي يمثل السلم الأهلي والدستور بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية»، مؤكداً أن «اللقاء الديمقراطي» من أكثر الحريصين على «مصالحة الجبل» وتحصين «الطائف». وكشف أن كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب تيمور جنبلاط «تتقدم بمشروعات قوانين معجلة إلى المجلس النيابي تلامس قضايا الناس وهمومهم من التعليم المهني والتقني المجاني إلى النقل المشترك والكهرباء والمياه وفي الحقول والميادين كافة».
وقال طعمة في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «البعض في لبنان يعدّ الدخول في تسويات، تراجعاً عن مواقف سياسية، أو أنه انقلاب… وسوى ذلك من الاستنتاجات، إنما ما يقدم عليه وليد جنبلاط من تسويات في بعض المحطات المفصلية التي دخل فيها مرات عدة، إنما هي تسوية الشجعان حفاظاً على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني وعلى وحدة اللبنانيين»، مذكراً بمواقف سابقة له شبيهة بما حصل على صعيد المساعي الآيلة إلى تشكيل الحكومة. وأمل من جميع القوى والتيارات السياسية عدم الانزلاق في الترف السياسي والخلافات والجدل البيزنطي الذي تضجّ به الساحة اللبنانية «لأننا نجتاز أدق مرحلة يمر بها لبنان والمنطقة، وعلينا احترام الناس وظروفها الاقتصادية والمعيشية، والشروع في تلبية حاجاتها ودعمها وتفعيل العمل السياسي؛ أكان برلمانياً أم وزارياً، وعلى المستويات كافة».
وعن لقاء وليد جنبلاط الأخير بالرئيس ميشال عون وما إذا كان يؤسس لمرحلة جديدة بين الطرفين، أشار طعمة إلى أن العماد عون «هو رئيس جمهورية كل لبنان، ومن الطبيعي التلاقي والتشاور معه في الشؤون والشجون الوطنية كافة»، مشدداً على أن «وليد جنبلاط زعيم درزي ووطني، وتيمور جنبلاط رئيس (اللقاء الديمقراطي) الذي له تمثيله وحضوره أيضاً، من هذا المنطلق جاءت زيارة وليد جنبلاط إلى القصر الجمهوري، وكانت مريحة جداً وإيجابية، وكان لها الأثر الإيجابي في التهدئة بعد الحملات التي حصلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري (الاشتراكي) و(التيار الوطني الحر)، وحيث كان لجنبلاط دور متقدم اتسم بالعقلانية والحكمة في معالجته هذه الإشكاليات في الجبل، إضافة إلى أن (الحزب الاشتراكي) و(اللقاء الديمقراطي) كانا من أبرز الأطراف المسهلة لتشكيل الحكومة، وقدما تنازلات في سبيل وحدة البلد واستقراره، إيماناً منهما بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة للانكباب على معالجة قضايا الناس، ومواجهة تحديات هذه المرحلة المفصلية التي نمر بها داخلياً وإقليمياً».
وقال طعمة: «بات من الضرورة أن يدرك الجميع أنه لا مناص إلا بالحفاظ على (مصالحة الجبل) التي تبقى من الأولويات، وهي خط أحمر، ناهيك بأهمية تحصين (اتفاق الطائف) الذي هو السلم الأهلي والدستور بمعزل عن الخلافات والتباينات السياسية»، مؤكداً أن «اللقاء الديمقراطي»… «من أكثر الحريصين على (مصالحة الجبل) وتحصين (الطائف)، فضلاً عن مبادراته لمعالجة الملفات الاجتماعية والإنمائية والتنموية وفي المجالات كافة».
ودعا طعمة إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية متجانسة متماسكة، تضم وزراء هدفهم خدمة الناس «لأنه كفانا هدراً وفساداً»، مضيفاً: «جلّ ما نحتاجه هو اعتماد رؤية واضحة لمقاربة سائر الملفات وفق آلية قانونية وعلمية وعملية بعيداً عن الاعتباطية والعشوائية». ولفت إلى أنه تقدم بخطة «على طريقة (B.O.T) لمعالجة ملف الكهرباء، وإعادة إحياء وتفعيل المجلس الأعلى للتخطيط الذي يعد حاجة ملحة لعمل كل الوزارات بالتعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص، منعاً لأن ينسف كل وزير خطط وزير سبقه».
وتمنى النائب نعمة طعمة على الجميع «الحفاظ على علاقة لبنان التاريخية مع الأشقاء والأصدقاء؛ وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها علاقات تاريخية وثيقة، دون أن نغفل أن للمملكة أياديَ بيضاء على كل اللبنانيين». وقال: «بات ضرورياً أن يتدخل المعنيون لوقف الحملات التي تشن على السعودية؛ حيث يشكل ذلك إساءة لكل اللبنانيين، لأن الشيم والقيم التي يتحلى بها الشعب اللبناني من الأجداد إلى الآباء، تقتضي العرفان بالجميل والوفاء؛ فكيف الحال بما يربطنا بالمملكة من تاريخ ناصع بين البلدين».