كتب مازن خطاب في صحيفة “اللواء”:
هو الوزير «المُعجزة»، أو الـ«سوبر» وزير.. «الرجل الخارق»، الذي «يشغل» منصب «صهر الجمهورية» حتى نهاية عهد رئيس الجمهورية «القوي». هو الشريك الاساس في صناعة رئاسة «بي الكلّ»، وهو يلازمه كظلّه حتى في عتمة الليل، حيث التصق اسمه بإسم رئيس الجمهورية ولعب دور الوسيط الوحيدبين الرئيس والأفرقاء السياسيين كافّة.
كُتب الكثير وقيل أكثرعن جبران باسيل، فإسمه لا ينزل برداً وسلاماً على كثيرين، ويعتبره الحلفاء قبل الخصوم شخصية مُنفّرة ومُستفزّة، والرجل بدوره لا يبخل على كارهيه بتصرفاته وأقواله وأفعاله، بما يغذّي كرههم، لكنه رغم ما قيل وما يُقال وما سيُقال، هو رجل المهمات والمحادثات السرية، ومنبع العقبات والشروط التعجيزية والأفكار الشيطانية، وقد نجح في كلّ «المواد» التي امتُحن فيها وفقاً لتقديرات «الفريق البرتقالي» وأوساط «العهد القوي»!.
«البرتقاليون الأقوياء» لا يألون جهداً في تضخيم دور باسيل ويصفونه بأنّه «الرجل الذي لا ينام»، على غرار عناوين سلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة، وهم يشدّدون في خطابهم على نفي النوم منشغلاً بالاستمرار في خطى «الإصلاح والتغيير» من جهة، واسترجاع «حقوق المسيحيين» المُغتصبة من جهة أخرى!! وفي الوقت نفسه، يتمسّكون بحلم باسيل الرئاسي، الحلمٌ الذي قد يُصيب صاحبه بعوارض جمّة، وصولاً الى السكتة السياسية أو السكتة الدماغية.. أيهما أقرب!
ولا يُخفى أنّ رئيس «التيار البرتقالي»، هو أوّل مَنْ فتح باب المعركة الرئاسية، كونه يعتبر نفسه الوريث السياسي الأوحد لرئيس البلاد والأحقّ بخلافته، وهو «الصهر»، الذي ورث تيار والد زوجته، والذي استند في معركته الى منطق «الرئيس القوي» والزعيم المسيحي صاحب الكتلة النيابية الأكبر، فالرجل الذي يبدو «مسكوناً» بمسيحيّته، خطاباً وممارسةً وصلباناً على رؤوس الجبال وطوافاً على ظهور الحمير، هو بنظر مناصريه «الرئيس الحلم».
ويسعى «صهر الجمهورية» جاهداً إلى رفع حظوظه بالاستناد إلى «قوّة العهد»، الذي يرى نفسه معنياً بزيادة «قوّته»، ولو على حساب «أخوه» وحلفاؤه، وعبر «غزوه» الإدارات والمؤسّسات الرسمية بواسطة تعيينات الموالين له، الأمر الذي سيسمح له ببسط سيطرته في هذه الإدارات وتغلغل تأثيره ونفوذه فيها لسنوات عديدة ومديدة. والأهمّ أنّه يستند إلى تجيير ومساندة قوّة «الفريق الشيعي»، الذي ساهم في إيصال الرئيس الحالي «بي الكلّ» غصباً عن الكلّ ونكاية بالكلّ.
تحقيق «الحلم الرئاسي الباسيلي» يعني تطويق الآخر، وهو ما يتجلّى في تعاطي «التيار البرتقالي» و»الرئيس الحلم» بخفّة وفوقية مع كافة الأفرقاء المسيحيين قبل غيرهم من الطوائف. ومن هنا يتم التعامل مع رئيس مجلس الوزراء على أنّه «باش كاتب»، في سعي الترسيخ و»استعادة» حقوق المسيحيين المزعومة على حساب أهل السُنّة. وهذا واضح في تفسير الدستور بمنتهى الاستنسابية والقفز فوق النصوص بهدف تأسيس سوابق تصبح أعرافاً في ما بعد، بحجّة استعادة بعض «صلاحيات الرئيس» المسيحي التي سلبها اتفاق الطائف باعتقادهم.
هذا التعاطي «الباسيلي» الصارخ النافر يجب أنْ يُجابه بصفٍّ موحّد من العقلاء اللبنانيين، والمسيحيين قبل غيرهم، وعلى صاحب «الحلم الرئاسي» أنْ يفهم أنّه لا مجال للعودة إلى ما قبل اتفاق الطائف، ولا مصلحة له في إيقاظ وإطلاق فتنة التطرّف والكراهية والصدام بين اللبنانيين، وأنّ عليه أنْ يتجنّب الوقوع في شُرك التقسيم في طائفته، والشرخ بين كل الطوائف، فمن دون وحدة المُسلمين والمسيحيين لن يكون هناك وطن!