Site icon IMLebanon

الخليج ساحة تدريبات للحرب الإلكترونية الإيرانية

كتب حسين عبدالحسين في صحيفة “الراي” الكويتية:

حربٌ غير نظامية أخرى تشنها إيران ضد خصومها، ولكنها حرب غير تقليدية، ولا تشترك فيها الميليشيات الموالية للجمهورية الإسلامية والمنتشرة في عموم منطقة الشرق الأوسط، مع أذرع لها تمتد حول العالم. هذه الحرب، والتي صارت تثير اهتمام شريحة كبيرة من المسؤولين والخبراء الاميركيين، هي حرب إلكترونية، يدير فيها النظام الإيراني «عمليات تهكير»، وهجمات ضد البنية التحتية للإنترنت في دول أخرى، خصوصاً الخليجية، وفي طليعتها السعودية، ومن بينها الكويت.

ويقول الخبراء الأميركيون إن طهران تستخدم هجماتها ضد دول الخليج لتحسين قدرات المهكرين الإيرانيين، اذ يستفيد الإيرانيون من ضعف الدفاعات الالكترونية الخليجية، ويعمدون الى استخدام هجماتهم ضد الخليج كساحة تدريبات للهجمات التي ينوون شنها مستقبلاً ضد دول أقوى من إيران بكثير إلكترونياً، مثل الولايات المتحدة والدول الاوروبية.

كذلك يدير الإيرانيون جيشاً إلكترونياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ينخرط في عملية بث إشاعات وتوجيه شتائم ضد الناشطين الإيرانيين والعرب ممن تحسبهم طهران من المعارضين لنظامها، ويستخدم الايرانيون الحرب الالكترونية للتجسس على المعارضين، في الداخل والخارج. كما تعمد طهران الى فرض رقابة على مواطنيها، الذين تعزلهم عن الشبكة العنكبوتية العالمية، وتربطهم بشبكة إنترنت إيرانية منفصلة عن العالم.

وقدم «معهد الدفاع عن الديموقراطيات» دراسة بعنوان «الخطر الناشئ: استخدام ايران للحرب الالكترونية» ورد فيها أن أحد المراكز المتخصصة أقام شبكة وهمية على الانترنت لمراقبة أسلوب المهكرين الدوليين. الصينيون دخلوا الشبكة وحاولوا نقل نموذج تصميمها بهدف سرقته وتكراره. المهكرون الروس، بدورهم، دخلوا الشبكة وقاموا بزرع باب خلفي بشكل مخفي يسمح لهم بالتسلل مستقبلاً والتجسس. أما الإيرانيون، تقول الدراسة، فدخلوا الشبكة وحاولوا تدميرها بالكامل. أسلوب التدمير هو الأسلوب الذي يلجأ اليه الإيرانيون في هجماتهم ضد أهداف أميركية وخليجية.

ويوضح الخبراء الاميركيون، ان حادثتين اقنعتا ايران بأهمية الحرب الالكترونية، الاولى تمثلت بلجوء الايرانيين الى الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي لتنظيم تظاهراتهم الحاشدة المعادية للنظام في صيف العام 2009، وهي التظاهرات التي عرفت بـ «الثورة الخضراء». أما الحادثة الثانية، فتمثلت بالهجوم الذي يفترض أن الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية شنته ضد المنشآت النووية الايرانية بين 2008 و2010، وأدى الى تعطيل منشأة «ناتنز» النووية.

بعد الحادثتين المذكورتين، ارتفعت ميزانية إيران السنوية المخصصة لقدراتها الإلكترونية من 76 مليون دولار في 2011، لتبلغ مليار دولار مع حلول 2016. وتخلل هذه السنوات عدد من الهجمات الالكترونية الإيرانية، التي كان من بينها الهجوم على شركة «أرامكو» السعودية للنفط، وهجمات ضد الوزارات السعودية والشركات، بما في ذلك قيام الايرانيين بسرقة ونشر مراسلات وزارة الخارجية السعودية. ويعتقد الخبراء أن مركز الهجوم على الخارجية السعودية، كان بيروت.

على الرغم من تواضع القدرات الالكترونية الايرانية مقارنة بنظيرتيها الصينية والروسية، خصوصاً مقارنة بالإمكانات الضخمة الاميركية، تعتقد طهران أن الحرب الالكترونية هي جزء من الأدوات التي بحوزتها للانتقام من خصومها. ويرجح الخبراء الأميركيون أن تكون إيران قد زرعت بعض الفيروسات الالكترونية في شبكات خصومها، وأن هذه بمثابة خلايا نائمة ستلجأ ايران إلى تشغيلها واستخدامها لشن هجمات ضد خصومها في حال اندلاع مواجهات بينها وبينهم.

ويدعو الخبراء الحكومة الأميركية الى بناء تحالف إلكتروني مع الحلفاء على غرار التحالفات العسكرية معهم، ومشاركتهم بمعلومات استخباراتية حول مخاطر تعرضهم لهجمات الكترونية إيرانية، ومساعدتهم على التصدي لهذه الهجمات والرد عليها.