IMLebanon

العين على دور روسي للمساعدة على حلّ العُقدة الحكومية مع إيران

كتب انطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

يعيش لبنان مرحلة عصيبة هي الأكثر خطورة في تاريخه السياسي نظراً لحالة الانقسام السائدة بين المكونات اللبنانية وتحديدا بعد خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والذي رسم خارطة طريق لتعطيل ولادة الحكومة في حين تتجه الأنظار اليوم إلى ما سيقوله الرئيس المكلف سعد الحريري، وهنا ثمة معلومات أن الحريري سيرسم بدوره خارطة طريق للمرحلة المقبلة وسيحدد مساراً سياسيا وكل ما يواكب وواكب مرحلة التأليف إلى وضع النقاط على الحروف كاشفاً كل دوافع وأسباب التعطيل وما آلت إليه الأوضاع في وقت أن الحريري عائد بعد لقاءات مفصلية وإن على مستوى الدردشات مع الرؤساء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون ولا سيما الخلوة التي جمعته على الواقف مع الرئيس الروسي إذ تشير المعلومات إلى أن الحريري وضع بوتين في كل ما يحيط بالأجواء اللبنانية بصلة وخصوصاً على مسار التأليف والتعطيل آملا من موسكو ومن بوتين شخصياً المساعدة ولا سيما أن لروسيا مونة على إيران القادرة على أن تحل المسألة من خلال حزب الله وهذا ما ستتضح معالمه خلال مؤتمر الحريري، مع الإشارة إلى أن الأجواء المحيطة ببيت الوسط تستدعي الاعتذار ولكن تتحدث عن عناوين كبيرة سيطلقها الرئيس المكلف خلال مؤتمره الصحفي.

من هذا المنطلق فإن الأمور لم تعد إلى المربع الأول فحسب بل إلى أدنى من ذلك بفعل المواقف التي أطلقها السيد نصرالله وحيث بات هنا هوة كبيرة بين «المستقبل» والاشتراكي و«القوات اللبنانية» من جهة وحزب الله من جهة أخرى، في وقت أن العهد والتيار الوطني الحر لم يردوا على ما تطرق إليه أمين عام حزب الله حيث يتولى رئيس التيار الوزير جبران باسيل مسار الاتصالات مع المعنيين، فزار يوم امس الرئيسين بري والحريري، وبالتالي ثمة خصوصية بين العهد والتيار مع حزب الله ولا يمكنهما على الرغم من التباينات اتخاذ موقف قد يكون أقرب إلى «المستقبل» و«القوات» والاشتراكي.

وثمة توقعات أن تحصل اصطفافات سياسية كما السابق ويتسع شرخ الانقسامات على اعتبار أن ما قاله السيد نصرالله له خلفيات إقليمية ويدخل في سياق لعبة المحاور والكباش الإقليمي ومن الطبيعي سيكون له تداعيات على الساحة اللبنانية خصوصاً أن التوقعات والمعلومات تؤشران إلى أن مواقف هامة ستطلق قريبا بعد مؤتمر الحريري في «بيت الوسط» من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي سيرد على السيد نصرالله، في وقت أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط كانت له تغريدة لافتة في نعيه لاتفاق الطائف، في حين بقي مكتفياً بالرد على ما تناوله أمين عام حزب الله من هجوم عليه، حيث بقي جنبلاط مصراً على دقة الأوضاع الاقتصادية ومتجنباً أي اهتزازات للاستقرار في الجبل ومقدراً حالة البلد السياسية والاقتصادية والظروف الصعبة التي يعاني منها الناس دون أن يدخل في العمق السياسي في رده على أمين عام حزب الله حتى أنه وقيادات حزبه تدخلوا لوقف الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي كي لا تتوسع هذه الحملات وتصل إلى ما لا يحمد عقباه.

وأخيرا عُلِمَ أن الساعات المقبلة مفصلية وحاسمة وستظهّر ما تصل إليه الأمور بعد مواقف السيد نصرالله وصولاً إلى ما سيقوله الحريري ، ومن ثم هناك توقعات لمواقف سيدلي بها رئيس حزب القوات وآخرون.

في وقت ثمة معلومات عن اتصالات تجري وعلى أعلى المستويات لرأب الصدع إضافة إلى أجواء حول تواصل إقليمي ودولي مع الجهات المعنية بغية التوصل إلى حلول كي لا يدخل لبنان في المجهول.