اتهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري “حزب الله” بشكل صريح بعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية، معتبراً ان العراقيل من الحزب توضع بوجه رئيس الجمهورية ميشال عون أولاً قبل ان توضع بوجهه. واعلن الحريري انه ما عاد قادراً ان يقنع نفسه بنظرية “ام الصبي وبي الصبي”، كما لا يمكنه ان يقول للبنانيين ان الوضع جيد ويقنعهم بهذه النظرية.
الحريري وفي مؤتمر صحافي منتظر اتى غداة الخطاب الناري للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، اكد ان “كل اللبنانيين يعرفون أن خطابي السياسي محكوم دائمًا بالتفاؤل رغم الأزمات والتهديدات فدائمًا أحب رؤية النصف الملآن من الكأس لأنني أرى أن الشعب يستحق أكثر مما حصل عليه سابقًا”، معلناً: “كل ما فتحنا باب ضوء للبلد يأتي طرف ويغلقه ومن الممكن ان هذه الاطار لا تريد تشكيل حكومة في هذا البلد وتعتقد أن دستور الطوائف أهم من دستور الدولة”.
وأضاف: “لا يمكنني أن أقول للبنانيين إن الوضع جيد ولا يمكنني أن أقنعهم بنظرية “الصبي” و”بيّ الصبي”، ملاحظاً أن “الحاجز الذي اصطدمت فيه الحكومة أكبر من النواب السنة الستة المستقلين وهذا ما رأيناه في خطاب نصرالله”.
واردف الحريري: “أحزن أن يضع “حزب الله” نفسه بخانة المعرقل للحكومة لأن الكلام معي كان مختلفًا ولم أتوقع أن توضع العراقيل بهذه الطريقة بوجه فخامة الرئيس أولًا قبل أن توضع بوجهي”.
ونفى ان يكون ثمة “استلشاء من قبلي في قصة توزير النواب السنة المستقلين فجوابي كان واضحًا منذ اليوم الأول وقلت للحزب والجميع إن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل وكان رفضي منذ البداية ولم يحصل في الربع الساعة الأخير وقلت بصراحة إني لا أريد مشاكل مع أحد فالبلد يكفيه ما فيه وقلت “فتشوا ع غيري” فكان الجوب “خلينا نشتغل على العقد الأساسية” فالوضع لا يتطلب تهديدًا وتذكيرًا بالماضي”.
وردا على نصرالله، قال الحريري ان “أمين عام حزب الله ليس مضطرًا أن ينتظر قيامة الدهر وإذا كانوا متمسكين إلى هذا الحد بالنواب السنة الستة فلماذا لم يسمّوا أحدًا منهم؟ لماذا سمّوني لرئاسة الحكومة؟”، لافتاً الى ان “لا أحد من القيادات أو المواطنين والإعلاميين كان يتوقع أن يستعمل النواب الستة كمعرقل للحكومة”.
واعتبر ان الجميع كان يتوقع تشكيل الحكومة بعد أن حلّت عقدة “القوات” التي قبلت بالعرض المقدم لها، وكان من المنتظر أن نذهب أنا والرئيس نبيه بري إلى قصر بعبدا لتشكيل الحكومة لكن يبدو أن البعض كان ينتظر ألا تحل عقدة “القوات” فعندما حلّت بُحث عن عراقيل أخرى”.
واكد الحريري انه لم يكن راضيًا عن بعض المعايير التي وضعت خلال التشكيل، مشيرا الى انه لا يمكن لمن يحتكر طائفته أن يتحدث عن احتكار لدى طائفة أخرى. وأضاف ردا على اتهامه بالتحريض الطائفي: “الكل يعرف أني مشيت في الكثير من الأحيان عكس التيار وكنت أقول دائمًا إن لبنان يستحق التضحيات وهو مكسب لا خسارة وبالتالي لا أقبل أن يتّهم أحد سعد الحريري بالتحريض الطائفي فعندما نقول إن “المستقبل” حزب عابر للطوائف نقصد ذلك وأنا أب السنة في لبنان وأعرف أين تكمن مصلحتهم في لبنان وكيف أحميهم ودافع عن حقوقهم”
وقال الحريري: “لا نقبل بطغيان أي طائفة أخرى على الطائفة السنية وليس صحيحًا أني أريد احتكار التمثيل السني في الحكومة فثمة وزير سني في حصة الرئيس كما أني اتفقت على وزير سني مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي اتى على رأس كتلة إلى الاستشارات”.
وذكر الحريري: “أنا من مدرسة رفيق الحريري الذي قال إن المسيحي المعتدل أقرب إليّ من أي مسلم متطرف وهذا هو لبنان وكيف يجب أن يكون وكيف يجب أن تكون الأحزاب مفتوحة للجميع وغير منغلقة على نفسها وعلى طوائفها”، مضيفاً: “نحن من منع التحريض الطائفي ونحن من دعم الجيش وفتح أبواب الحوار مع الكل وتحديدًا مع “حزب الله” ونحن من اعتبر التسوية السياسية مخرجاً للبلد فليس سعد الحريري الذي يقبل بتعطيل البلد وأكبر دليل ما حصل الاثنين في مجلس النواب فغيري كان عطّل البلد وليس سعد الحريري الذي يقبل بخربطة الطائف والتعدي على صلاحيات الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية”.
واكد الحريري ان “الدستور كلّف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لتشكيل الحكومة وليس أي شخص ثالث ونقطة على السطر”، مضيفاً ان “لا أحد أكبر من بلده ومشاكلنا أكبر من كل الكلام التي تسمعونه ولا يمكن أن يتبرّأ أحد من مسؤولية إضعاف الدولة”.
وأوضح الحريري: “انا عملت اللي عليي الحكومة جاهزة والرئيس عون والرئيس بري يعرفان هذا الشيء وليتفضل الجميع ويتحمل مسؤولياته ليمشي البلد”.
وردا على أسئلة الصحافيين: أوضح الحريري أن “من يريد خلق مشكلة يمكن خلقها من أي شيء فلماذا افتعال هذه المشكلة ووضع عصي في الدواليب؟ فلو شكّل السنة المستقلين كتلة منذ الانتخابات لكنت مجبرًا على تمثيلهم”، قائلاً: “أنا لا أشكّك في نية “حزب الله” في تكليفي لكن هذا المشكل مفتعل فأنا واضح في موقفي منذ اليوم الأول فليس “حزب الله” أو غير “حزب الله” يقول لي “بدك تمثّل فلان أو بدك تمثّل فلان وليست هذه الطريقة المناسبة التي يُعامل فيها شريكك في الوطن”.
ولفت الحريري الى ان “هذه العقدة ليست خارجية بل داخلية ومرتبطة بطريقة إدارة البلد وكيف تشكّل الحكومة ومن يمتلك الصلاحيات”.
وكشف الحريري انه كان يقول “للحزب بصراحة إنكم تريدون هذا القانون الانتخابي لإيصال هؤلاء النواب السنة الستة وكنت أعرف أني سأخسر في هذا القانون لكن لا أحد يدفع الفاتورة مرتين”.
وعن الحل والسقف الذي سيقبل به، أوضح الحريري ان لو كان ثمة حل حالياً لذهب الى الرئيس الجمهورية. وعن مبادرة الوزير جبران باسيل، قال الحريري: “”اللي بيني وبين جبران بيضل بيني وبين جبران”
ولفت الى ان “سعد الحريري لا ينكسر وحاولوا كسره على مدى 13 سنة ولم ينكسر”، مؤكداً ان ” تداعيات ما سيعيشه لبنان من مسؤولية “حزب الله”.
وردا على سؤال، أوضح الحريري ان رئيس الجمهورية لم يعمل إلا لتشكيل الحكومة وما حصل هو في وجه رئيس الجمهورية كما الرئيس المكلّف.