IMLebanon

فضحهم

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:

بكل بساطة وبدون أي مقدمات فضحهم الرئيس المكلف سعد الحريري أمام الجميع، وبكل وضوح شرح عقدة ما يسمّى «المعارضة السنّية» التي هي الكذبة الكبرى، ولكنها ليست الكذبة الأولى التي يكذبها «حزب الله» الذي كذب منذ زمن بأنه يريد العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وأنه متمسّك بهذا الترشيح.

ولكن الحقيقة أنّ دعم ترشيحه من قِبَل «حزب الله» لم يكن صادقاً لأنهم في الحزب كانوا يراهنون على أنّ د. سمير جعجع لا يمكن أن يقبل بتبني ترشيح الرئيس عون ولا سائر جماعة 14 آذار سيقبلون.

المفاجأة الكبرى بالنسبة لهم كانت «اتفاق معراب» الذي أدّى الى تبنّي د. سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون رئيساً، طبعاً إنطلاقاً من ذلك ارتأى الرئيس سعد الحريري أن يؤيّد ترشيح العماد ميشال عون رئيساً ما دام المسيحيون أجمعوا عليه .

وهكذا بنى «حزب الله» أمجاده بأنه وفيّ لتحالفاته… وطبعاً هذه كذبة كبيرة.

اليوم رفعوا شعار المعارضة السنّية وهذه كذبة ثانية… الجديد أنّ الرئيس سعد الحريري فضحهم حين قال إنّه أعلمهم منذ البداية بموقفه وهو أنّ جماعة المعارضة المزعومة لم يكونوا في يوم من الأيام موحّدين أو في كتلة واحدة، وهكذا جاء الوزير السابق فيصل كرامي مع كتلة الرئيس سليمان فرنجية الى الاستشارات، وكذلك جهاد الصمد جاء أيضاً مع كتلة سليمان فرنجية وهذه الكذبة الأولى.

الكذبة الثانية كشفها الحريري بأنه اجتمع مع الوزير عبدالرحيم مراد الذي جاء الى «بيت الوسط» منفرداً.

والكذبة الثالثة كشفها الرئيس المكلف عندما أعطى رئيس الجمهورية وزيراً سنياً، وهذا لكي لا يُقال إنّ هناك احتكاراً للسنّة.

الكذبة الرابعة كشفها بقوله بأنه اتفق مع الرئيس ميقاتي على اسم وزير من جماعة ميقاتي… فالسؤال هنا: أين الإحتكار يا «حزب الله»؟

موضوع آخر تحدّث عنه الرئيس الحريري وهو أنّ «حزب الله» كان يعلم منذ اللحظة الأولى الطرح الموضوع معه أنه (أي الحريري) يرفضه، وأنّ هذا الموضوع غير قابل للبحث بالنسبة إليه.

والسؤال: لماذا السكوت عن هذا الموضوع خمسة أشهر، وفجأة وعند الانتهاء من حل جميع العقد وكان قد تم الاتفاق على الحقائب والأسماء، كانت المفاجأة لجوء جماعة «حزب الله» الى الخديعة بأنهم متمسّكون بتوزير أحد النواب الستّة من المعارضة السنّية… والحقيقة انهم ليسوا معارضة بالمعنى الواسع للكلمة بل انهم في تحالفات إنتخابية، وهذا موضوع ظرفي.

وكما نعلم فإنّ الوزير عبدالرحيم مراد جاء الى «بيت الوسط»، وكذلك فعل نائب «الأحباش» عدنان طرابلسي.

وهناك نقطة مهمة جداً اذ حاول السيد حسن نصر الله بهجومه على المملكة العربية السعودية ان يقول ان الصراع هو مع المملكة، والمملكة هي التي تعرقل التأليف.

خيراً عمل الحريري حين قال ان الخلاف في التأليف داخلي أي لبناني – لبناني، ولا علاقة للخارج به.

اذاً، الواقع أنّ الخلاف هو سياسي وهؤلاء المسمّون معارضة على علاقة جيدة مع «حزب الله» ومع النظام السوري، علماً أنّ معظم النواب سابقاً، أيام الوجود السوري، كانوا مع مصالحهم أي مع السوريين لكي يحققوا هدف النجاح لأنّ القاعدة كانت أنه لا يمكن أن تكون نائباً بدون موافقة السوريين، وهذا معروف لكل اللبنانيين.

نعود الى أنّ الرئيس الحريري فضحهم في مؤتمره الصحافي أمس، وقد كان هادئاً ولكنه صارم ولم يتزحزح عن موقفه قيد أنملة.

إنّ موقف «حزب الله» الحقيقي هو ضد رئيس الجمهورية ميشال عون، لأنّ الرئيس عون قال عندما استقبل النواب الستّة إنكم لم تأتوا مع بعضكم في كتلة واحدة في الاستشارات بل كل منكم جاء مع كتلته.

المهم أنّ الكرة اليوم في ملعب رئيس الجمهورية الذي نعرف أنه يعرف هذا الموضوع معرفة جيدة وسيعالجه كما يجب.

ونقطة أخيرة مهمة أنه كان المطلوب أن يعتذر الرئيس الحريري ولكن، وكما قال: منذ 13 سنة كانوا يريدون كسري ولكنهم لم ولن يستطيعوا.