بعد أكثر من عام على صدور حكمي الإعدام في حق قاتلي الرئيس الشهيد بشير الجميل، حبيب الشرتوني ونبيل العلم، يلتئم المجلس العدلي الجمعة لنطق الحكم النهائي في قضية اغتيال القياديين الكتائبيين نصري ماروني وسليم عاصي، بعد أكثر من عشر سنوات على الجريمة، في 20 نيسان 2008.
وكان القياديان الكتائبيان قتلا على هامش حفل افتتاح بيت “الكتائب” في منطقة حوش الزراعنة على يد الشقيقين جوزيف وطعمة الزوقي، اللذين كانا في عداد مرافقي النائب الراحل الياس سكاف، زعيم “الكتلة الشعبية” في زحلة.
وفي إطار متابعته للملف، نفّذ المجلس العدلي مذكّرة توقيف في حق متهم ثالث، هو وليد الزوقي، الذي أبقي موقوفًا إلى حين صدور الحكم، وتشير المعلومات أيضًا إلى أن ممثّلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلّاس كانت طلبت الإعدام للمتّهمين بتنفيذ الجريمة.
على أن الأنظار ستبقي متجهة أولًا إلى مقر المجلس الذي يعقد جلسة الثالثة عصر الجمعة لوضع حد للانتظار الطويل، وتحديد المسؤوليات في إطار حكم قضائي ناجز. وعشية صدور هذا الأخير، شكر النائب السابق إيلي ماروني، شقيق الضحية نصري ماروني، عبر “المركزية”، “المجلس العدلي لإنجازه هذا الملف، الذي يتعلق أيضًا بشهداء من حزب “الكتائب”، تمامًا كما ختم ملف الرئيس الشهيد بشير الجميل”، مؤكدًا أن “أيًا يكن الحكم، نحن نلتزم سقف القانون، إلا أننا نأمل من الجهات المعنية، لاسيما الأمنية منها، ألا يبقى الحكم حبرًا على ورق، بل أن ينفذ ويتم جلب المجرمين إلى قوس العدالة لينالوا العقاب اللازم، وإلا فإننا نكون دولة تكتفي بإصدار الأحكام الإنشائية، ويبقى المجرمون يسرحون ويمرحون غير عابئين بالعدالة والقانون”.
وتمنى أن “يثيروا صدمة إيجابية من حيث تنفيذ الأحكام، وإلا فإن مسلسل الإجرام في لبنان لن ينتهي”.
وعن احتمالات قيام مصالحة مع رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف بعد قطيعة طويلة على خلفية هذه الجريمة، ذكّر أن “عندما توفي (النائب السابق) إيلي سكاف، تقدّمت بالتعازي عبر وسائل الإعلام وقلت إن هذه الصفحة طويت لأن المشكلة كانت مع الراحل، وقلنا إننا لم ندعِ عليه باعتباره محرّضًا. على كل حال بعد صدور الحكم، قلبنا كبير وزحلة غالية. وكما سامح سليمان فرنجية، تمامًا كما كثيرين، نحن منفتحون على الإيجابيات التي تخدم زحلة وأهلها. وأعتقد أنها تريد القيام بخطوة إيجابية، ونحن نلاقيها بخطوات مماثلة”.
وأكد ماروني أن التواصل مع القيادة الكتائبية موجود على مدار الساعة، مشيرًا إلى أنه سيشكر الجمعة أولًا الرئيس السابق أمين الجميّل “لأنني ومنذ وقوع الجريمة، أحسست بعاطفته، علمًا أن رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل يتابع أيضًا الملف لأنهم أناس يعرفون معنى الشهادة وقد مرت في بيتهم”.