كتبت فاتن الحاج في صحيفة “الأخبار”:
يعتصم المعلمون وأهالي تلامذة مدرسة الآباء الميختاريست ــــ الحازمية، العاشرة صباح اليوم، احتجاجاً على عزل القائمين على رهبانية الآباء الميختاريست (مقرها العام في البندقية في إيطاليا) مدير المدرسة الأب جوزف طوباليان، وقطع الموارد المالية عنها.
في التفاصيل التي رواها المعترضون أنّ بطريركية الأرمن الكاثوليك استحصلت عام 1956 على إجازة من وزارة التربية لفتح مدرسة على الأرض التي يقوم عليها الدير والكنيسة التابعان لرهبانية الميختاريست لتعليم فقراء الأرمن. منذ ذلك الحين، تولى الأب طوباليان إدارة المدرسة وعمل على تأمين رواتب الأساتذة وبعض المصاريف من عائدات تأجير أقسام من الدير لناد رياضي ومعرض سيارات وفرن، باعتبار أنّ المدرسة لا تتقاضى أقساطاً من التلامذة ذوي الدخل المحدود. بقيت الأمور كذلك إلى أن تبلغ طوباليان، عام 2015، من الكاردينال ليوناردو ساندري، الرئيس المفوض لـ «مجمع كنائس الشرق الأوسط»، بأن هناك قراراً ببيع الدير وما يتبعه، لكون الرهبانية تعاني من تعثّر مالي وديون لمصلحة بنك الفاتيكان. «نُظمت، يومها، حملة إعلامية للاعتراض على قرار البيع نجحت في وقفه، ووضعت بلدية الحازمية إشارة على العقار وأصدرت قراراً بالاستملاك لمنع البيع، خصوصاً أن متمولاً غير مسيحي كان ينوي يومها شراء العقار». قبل أسبوعين، استدعي طوباليان إلى المخفر بناءً على دعوى مقدمة ضده من الرهبانية في البندقية أمام النيابة العامة في بعبدا بتهمة إساءة الأمانة، وتطالبه بتحويل عائدات الإيجارات إليها، «ولم يطلق سراح طوباليان إلاّ بعد توقيعه تعهّداً بالتنازل عن كل الأموال، ومغادرة الدير، من دون أن يسمح له بالبقاء في أحد غرفه، مع متابعة إدارة المدرسة إذا أراد. ولأن المدرسة تكون بذلك قد فقدت كل مواردها، قرر طوباليان المغادرة عائداً إلى منزله في زغرتا».
وكيل رهبانية الميختاريست، المحامي عبدو كسرواني، أكّد لـ «الأخبار» أن البيع «غير مطروح أبداً وهناك كتاب صادر عن الفاتيكان بهذا الخصوص، كما أن هناك قرار استملاك من البلدية وعقود إيجار لـ10 سنوات مقبلة»، مشيراً إلى أنّ من كان ينوي شراءها في 2015 كانت بطريركية السريان الكاثوليك وليس متمولاً غير مسيحي كما أشيع، ثم صرف النظر تماماً عن الموضوع.
كسرواني لفت إلى أنّ الرهبانية «لم تكترث طيلة السنوات الماضية للمطالبة بالإيجارات لكون التعليم هو رسالتها الأساسية، إلاّ أنّ الإدارة الجديدة وجدت أن حجم الخسائر بات كبيراً، وهي لا تعرف فعلياً أين توظف الإيجارات لكونها لا تملك رخصة المدرسة العائدة لبطريركية الروم الكاثوليك». وقد قررت الرهبانية، بحسب كسرواني، إعادة فتح المدرسة التابعة لها في منطقة الروضة في المتن الشمالي، هذا العام، وطلبت من طوباليان عبر كتب وجهت إليه منذ حزيران الماضي، التوقف عن تسجيل الطلاب والتعاقد مع أساتذة بعدما تبين أن الإيجارات تُستحق لحسابات شخصية. إلاّ أن طوباليان «لم يمتثل، وتقاضى في تموز الماضي إيجارات تستحق في كانون الأول، فيما استمر في تسجيل الطلاب، ورفض طرحين للرهبانية بإدارة مدرسة الروضة أو الانتقال إلى إيطاليا. عندها صدر قرار من الفاتيكان بعزله من الرهبانية، فلم ينفذ القرار، لذا رفعت الدعوى ضده لتحويل أموال الإيجارات إلى الرهبانية». وعن مصير التلامذة والمعلمين، أكد كسرواني «أننا لن نقبل برميهم في الشارع، انطلاقاً من مبدأ المسؤولية الأخلاقية وليس القانونية، لكوننا لا نملك إجازة المدرسة، لكننا سنطرح حلولاً للحفاظ على حقوقهم».