أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “لبنان وطن تجتمع فيه مختلف وجوه التنوع على امتداد الطوائف والمذاهب المسيحية والاسلامية، وهذا يتطلب بذل جهد كبير من اجل توطيد الوحدة الوطنية والحفاظ عليها على أسس احترام ضمير الجميع وحرية الافراد في التعبير عن معتقداتهم وتطلعاتهم بحرية”، مشيرا الى انه “من الطبيعي إذ ذاك ان تكون لدينا احزاب سياسية متعددة وانقسامات في الرأي، لكن الجميع متفق على المصلحة الوطنية العليا، كما ان الجميع متضامن على احترام استقلال لبنان والحفاظ على حريته وسيادته”.
واشار، خلال اسقباله رئيس “مجمع الكنائس الشرقية في الكرسي الرسولي” الكاردينال ليوناردو ساندري، على رأس وفد من اتحاد الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تعنى بتقديم العون الى مسيحيي الشرق “ROACO”، بحضور السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، الى انه “يشاطر مسيحيي المشرق عمق القلق حول مستقبلهم في المنطقة”، طالبا “دعم الكرسي الرسولي لاضفاء طابع دولي على مدينة القدس التي تجتمع فيها الديانات التوحيدية الثلاث”، ومحذرا من “مخاطر استمرار انتهاك حق الشعب الفلسطيني في أرضه وهويته، الامر الذي لن يؤدي الى بناء السلام، لأنه من غير الممكن الغاء هوية بلد وشعبه وحقه في الحياة”.
في مستهل اللقاء، نقل الكاردينال ساندري الى الرئيس عون، “تحيات البابا فرنسيس وبركته للبنان ودعاءه بالسلام للشعب اللبناني”، وقدم له ميدالية تذكارية من البابا لمناسبة هذه الزيارة.
وأضاف: “نغتنم المناسبة لننقل اليكم تقدير الكرسي الرسولي لما تقومون به فخامة الرئيس، من اجل اعادة بناء لبنان على اسس السلام والعدالة واحترام كرامة الكائن البشري والتنوع الديني، اضافة الى عنايتكم الدائمة بألا يشكل هذا التنوع عائقا لبناء الوطن، بل على العكس ان يسهم الحوار في التفاهم بين الديانات والافراد”.
وتابع: “نحن متأكدون ان لبنان الديموقراطي القائم على احترام العدالة والكرامة البشرية، هو ضمانة لكل الشرق الأوسط. ومن اجل ذلك، وليس فقط لأن لبنان يحترم الحرية الدينية لأبناء مختلف الاديان، فأننا نقدر وطنكم لأنه يعيش فيه المواطنون قواعد الحفاظ على الكرامة الانسانية. ولهذه الغاية نحن سعداء لوجودنا هنا، ونعرف فخامة الرئيس، انكم في خط الدفاع الاول لبلوغ هذا الهدف. ولا يسعنا للمناسبة الا ان نقدر عملكم الشاق لتحقيق هذه الاهداف، ونأمل ان يكون مستقبل لبنان زاهرا فيبقى واحة رفاهية ورجاء للجميع”.
وعرض الرئيس عون للكاردينال ساندري والوفد المرافق، المشروع الذي تقدم به الى الامم المتحدة لتكريس لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان والاثنيات، ومشروع انشاء “اكاديمية الانسان للحوار والتلاقي” فيه، وقدم للكاردينال ساندري نسخة عن المشروع”.
ورد الكاردينال ساندري، بالقول: “نحن بالفعل متحدون معكم للغاية في دعم طلبكم بانشاء اكاديمية الحوار في لبنان، وكذلك فأننا نشاطركم القلق عينه بالنسبة الى مستقبل السلام في المنطقة، والرأي بأن تكون القدس متمتعة باطار دولي يصون مكانتها لدى الديانات التوحيدية، وهم ابناؤها”، مشيرا الى ان “مختلف اجهزة الكرسي الرسولي تعمل على الدوام من اجل ارساء السلام في المنطقة عموما، لا سيما في الاراضي المقدسة. ونحن نقدر عاليا موقف لبنان وموقفكم الشخصي من اجل السلام، ولكي يبقى لبنان نموذج هذا السلام الذي نتوق اليه جميعا”.
وبعد اللقاء، ادلى الكاردينال ساندري بتصريح للصحافيين، فقال: “لقد حضرنا الى لبنان على رأس وفد اوروبي من اتحاد وكالات تقديم العون الى مسيحيي المشرق، وتشرفنا بلقاء الرئيس وشكرناه على حسن الاستقبال. وقد نقلت اليه تحيات البابا فرنسيس ودعاءه للشعب اللبناني. ولقد كانت المناسبة لتأكيد دعمنا الكامل لفخامة الرئيس للجهود التي يبذلها من اجل عالم يسوده السلام، وقائم على العدالة والديموقراطية والحرية لا سيما في لبنان وفي هذه المنطقة من العالم”.
واضاف: “نثمن عاليا جهود الرئيس من اجل تأسيس اكاديمية الانسان للحوار والتلاقي بين الاديان في لبنان. وقد اعرب الرئيس عون عن تقديره ودعمه لزيارتنا”، مشيرا الى “تطلعاته للسلام في العالم، لا سيما في الشرق الاوسط، وبصورة خاصة في الاراضي المقدسة”.
سياسيا، استقبل الرئيس عون عضو تكتل “لبنان القوي” النائي ادغار طرابلسي واجرى معه جولة افق تناولت “التطورات السياسية الراهنة لا سيما ما يتصل بمسار تشكيل الحكومة الجديدة”.
واوضح النائب طرابلسي انه نقل الى رئيس الجمهورية “هموم بيروت وابناءها المنتشرين في الاقضية اللبنانية، كما اطلعه على ما تحقق حتى الان من خلال آلية التوظيف الشهري التي يعتمدها النائب طرابلسي في اطار ايجاد فرصة عمل للجيل الشاب”.
واشار الى انه شكل “مجلسا استشاريا تربويا من تربويي بيروت لمساعدته كوني عضوا في لجنة التربية النيابية”. ولفت الى انه اثار مع الرئيس عون “ملف المهجرين في بلدتي حيلان في زغرتا والمية ومية في الجنوب”.
واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي المهندس الدكتور نديم كرم الذي اطلعه على نشاطه الهندسي في لبنان والخارج وعلى رغبته في تصميم منحوتة ترمز الى اهمية الحوار بين الشعوب لمناسبة اطلاق رئيس الجمهورية مبادرته لانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” تزين احدى باحات قصر بعبدا.
وشكر الرئيس عون المهندس كرم على مبادرته، وهنأه على “الانجازات الفنية التي حققها في لبنان والخارج”.