أكد البيان الختامي للدورة العادية الـ52 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، أن “الأباء فرحوا بالمصالحة التاريخية التي جرت في بكركي بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وبالوثيقة التي صدرت وهنأوا اللبنانيين بطي صفحة أليمة من الماضي ويتطلعون لأن تشمل المصالحة كل اللبنانيين، وشددوا على أن “الوحدة هي المدخل الاساس لاستعادة الثقة والخروج من الازمات المتتالية”.
واعتبر الأباء في البيان أن “فقدان الثقة المتبادلة وغياب الوحدة الداخلية وطغيان المصالح الخاصة والتدخلات الخارجية هي السبب في عدم التوصل لاعلان الحكومة بعد أكثر من 5 أشهر”، وأشاروا الى أنه “من دون الثقة والوحدة والتجرد يظهر المسؤولون كأنهم لا يريدون بناء دولة القانون والعدالة لأنها تتنافى مع نفوذهم، ويظهرون غير مباليين بمعاناة الشعب”، وشددوا على أن “الاوضاع الاقتصادية المتردية من مسؤولية الدولة وخصوصا الحكومة، ولا يمكن القبول بعدم وجودها”، مطالبين الأفرقاء السياسيين “تسهيل التأليف بالتعالي عن مصالحهم ومواقفهم”.
وفي ما يجري الاستعداد للاحتفال بذكرى الاستقلال الخامسة والسبعين، أمل الآباء أن “يعمل جميع المسؤولين السياسيين على تسهيل إعلان الحكومة العتيدة لتبدأ بورشة الإصلاح السياسي والإداري والاجتماعي والاقتصادي التي باتت أكثر من ملحة؛ ويقدمونها بذلك هدية الى كل اللبنانيين في عيد الاستقلال”.
وأكدوا أن “الكنيسة تواصل بذل ما يلزم من جهود وتحمل تضحيات امام حجم الفقر المتزايد بسبب الازمة واتساع رقعة البطالة وارتفاع كلفة المعيشة، ومن واجب الكنيسة الدفاع عن الشعب واعلان المبادئ الدستورية والديمقراطية والثقافية التي تنظم العمل السياسي”، معربن عن أسفهم لـ”التعدي على الحريات العامة في الجامعة اللبنانية والانقلاب على الميثاقية والاخلال بالتوازن الوطني وانتهاك استقلالية الجامعة والتدخل بمسارها الاكايديمي”. وشددوا على “ضرورة الإسراع في انشاء مجعات جامعية والتوجه نحو جامعات لبنانية مستقلة قانونيا ينسق بينها مجلس أعلى للتعليم العالي الرسمي”.
كما أعرب الأباء عن أسفهم لـ”استمرار الحروب الدائرة في الشرق الاوسط والتي تسبب الخراب والدمار والتهجير”، ودانوا “كل أشكال العنف”، داعيين المسيحيين الى أن “يصمدوا بنعمة الله لاعادة بناء أوطانهم مع أخوتهم المسليمن”، وناشدوا “المجتمع الدولي لايقاف الحرب واحلال السلام والعمل الجدي على عودة النازحين واللاجئين والمخطوفين الى بلدانهم”.
الى ذلك، أجريت انتخابات إدارية داخلية، وكانت نتيجتها كالتالي:
المطران شكرالله نبيل الحاج رئيسا للجنة الأسقفية “عدالة وسلام”. المطران حنا علوان، رئيسا للجنة الأسقفية للشؤون القانونية والمحاكم الروحية. المطران إيلي حداد، رئيسا للجنة الأسقفية للتعليم العالي والجامعي. المطران منير خيرالله، مشرفا على جمعية كشافة لبنان وجمعية دليلات لبنان. المطران متياس شارل مراد، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للعلاقات المسكونية ونائبا لرئيس اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام”. المطران جورج أسادوريان، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس. الأرشمندريت أنطوان ديب، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين. الأم منى وازن، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي في لبنان. الأم ماري أنطوانيت سعادة، نائبا لرئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة. الأب بطرس عازار، أمينا عاما للمدارس الكاثوليكية حتى دورة المجلس للعام 2020.