على رأس وفد من المطارنة الموارنة في الداخل وبلاد الانتشار، يتوجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأحد إلى حاضرة الفاتيكان في زيارة تقليدية تحصل كل خمس سنوات تطلق عليها تسمية Adlimina أو بالعربية “زيارة الأعتاب الرسولية” والتي فيها تتجدد الشراكة بين الكنيسة وقداسة البابا”.
هذه الزيارة التي تمتد أسبوعاً كاملاً وتشارك فيها كل الأبرشيات المارونية في لبنان والعالم هي الأولى لرأس الكنيسة المارونية منذ عهد البطريرك بولس المعوشي الذي امتد عشريناً منذ العام 1955 وحتى وفاته في العام 1975، إذ لم يزر أي من البطاركة الموارنة الكرسي الرسولي في زيارة Adlimina.
وتتخلل الزيارة وهي أشبه بـ”تظاهرة مارونية” في الفاتيكان، لقاءات مع الحبر الأعظم البابا فرنسيس وكرادلة الفاتيكان، وستكون مناسبة لمناقشة أوضاع الكنيسة الكاثوليكية والمسيحيين في العالم عموماً، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط حيث معاناة التهجير والاضطهاد والكنيسة المارونية خصوصاً.
وإلى المطارنة الموارنة الذين تُشكّل الزيارة فرصة لهم للقاء الحبر الأعظم واطلاعه على أحوال أبرشياتهم وبرامج عملهم في المرحلة المقبلة بعدما رفعوا تقارير عن أبرشياتهم إلى الفاتيكان من طريق بكركي منذ ستة أشهر، يُشارك في عداد الوفد المرافق للبطريرك الراعي أعضاء من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة شارل الحاج الرئيس الجديد ونائبته روز الشويري والمديرة العامة هيام بستاني.
وتتزامن المحطة اللبنانية المسيحية في حاضرة الفاتيكان مع زيارة رئيس مجمّع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الذي وصل منذ أيام ويعقد سلسلة لقاءات بدأها مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا ويستكملها باجتماعات مع كبار المسؤولين في الكنيسة المارونية والرهبانيات التابعة لها والمؤسسات التربوية المدرسية والجامعية الكاثوليكية للوقوف على أوضاعها على المستويات كافة في ظل الأزمة التي تعصف بها جرّاء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة على المواطنين المنعكسة سلبا على أوضاع هذه المؤسسات والبحث في كيفية مواجهة تحديات المرحلة الصعبة وتداعياتها على القطاع، على أن يرفع في ختامها تقريراً إلى الكنيسة في روما يتضمّن ما عاينه خلال زيارته لبنان واقتراحاته للحلول.
وفي السياق، أوضح راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون لـ”المركزية” أننا “نحمل بهذه الزيارة هموم كنيستنا ووطننا والشرق الأوسط، خصوصاً في الكلمة التي يُلقيها البطريرك الراعي في لقائنا قداسة البابا الثلثاء المقبل ويوم الجمعة أثناء اجتماعنا بأمانة سر دولة الفاتيكان”.
وأشار إلى أن “وضع المسيحيين في الشرق سيكون نقطة أساسية في كلمة الراعي، كما أنه سيتطرّق إلى مسألة النزوح السوري في لبنان ومخاطر أعبائه الاقتصادية والاجتماعية على لبنان إذا ما استمر من دون إيجاد حل للأزمة السورية”.
ولفت إلى أن “البطريرك الراعي طلب العام الماضي من الفاتيكان تنظيم “زيارة الأعتاب الرسولية” فجاءه الردّ الإيجابي سريعاً، وعلى هذا الأساس أعددنا تقارير عن أوضاع أبرشياتنا بناءً على استمارة أرسلها لنا الفاتيكان وبعثناها إلى الكرسي الرسولي في أيلول الفائت”، موضحاً أنها “الزيارة الأولى ككنيسة مارونية إلى الفاتيكان لأن ووفق القانون غير مطلوبة من الكنيسة المشرقية وإنما من الكنيسة اللاتينية”.
أما عن زيارة قداسة البابا فرنسيس للبنان، قال المطران عون: “إن الرئيس عون سبق ووجّه له دعوة وأيضاً فعل البطريرك الراعي إلا أن جواب الفاتيكان كان أن أخر زيارة للبابا إلى لبنان كانت منذ ست سنوات (البابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2012) أي أنها ليست أولوية الأن”.