رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر أن “سوء الوضع الاقتصادي يتطلب أولًا وجود إرادة سياسية بضرورة الإصلاح، فالمريض عليه أن يقتنع قبل كل شيء بضرورة أن يتعالج لكي يُشفى من مرضه وإلا عبثًا يتحدّث الطبيب معه بعد أن يُشخّص مرضه”.
وأشار جابر، في حديث لصحيفة “الجمهورية”، إلى أن “وقف الهدر يتطلّب عملًا مشتركًا من الحكومة ومجلس النواب لكن ليس تشكيل الحكومة هو المهم بقدر ما هو برنامجها، فإذا كانت الحكومة الجديدة على شاكلة حكومة “مرّقلي لمرّقلك” فـ”تخبزوا بالأفراح””.
وذكّر جابر بدعواته المتكررة إلى “وجوب الوقوف أمام المرآة لتقييم وضعنا لكن للأسف لم نفعل ولم نقيّم وضعنا لكي نبدأ بإصلاحه إلى أن اضطررنا الوصول إلى وقت يأتي فيه من ينظر إلينا لكي يقول لنا إن حالتنا بالويل وإننا نعود إلى الوراء ولا نتقدّم إلى الامام”.
ولفت إلى أن “أهم ما قاله نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج هو أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار وسيأخذنا إلى مكان أسوأ، واللبيب من الإشارة يفهم. لذا، علينا وقف تضييع الوقت بل البدء بـ”التشمير” عن زنودنا ونبدأ بالعلاج، فالمشكلة أننا نرفض أن نسمع الحقيقة. لقد كنا ندرك منذ فترة أن لا أحد يوافق على أن يُقرض الدولة اللبنانية، لا البنك المركزي ولا المصارف ولا الناس. و”بعدين”؟ البنك الدولي والسفراء ينبّهوننا إلا أننا نصم الآذان عن سماع صرخاتهم”.
وذكر أن “عندما تحدثت عن ملف الكهرباء قلت “دعوا السياسة جانبًا فهذه كارثة وطنية”. وعندما طلب وزير الطاقة سلفة 642 مليار ليرة لبنانية إضافية لتغطية احتياجات الوقود بقية العام، سألته عن خطته لكي لا يطلب السنة المقبلة 2500 مليون دولار لكنه صمت. أعتقد أننا سنفتش عن الجواب، هل يستطيع لبنان دفع 2500 مليون دولار خسارة في الكهرباء”؟
وأضاف: “ليقفوا إذًا أمام المرآة وليقرأوا تقرير الطبيب، كفى “تفشيخًا” فحالة الإنكار التي يعيشها البلد تدعو إلى البكاء ولا أحد يريد الاعتراف بالواقع، من قمة الهرم إلى اسفله، والرئيس نبيه بري حذّرهم مرارًا من أن القصة هي قصة أسابيع وليست أشهر فهو يدرك الوضع بدقة ومطّلع على أدق التفاصيل والجميع يقول له إن ما يحصل غير طبيعي وعليكم وقف الهدر”.