بعد إنقاذ العملاق الياباني “نيسان” من الإفلاس، لم يكن يتوقع كارلوس غصن ان يكون مصيره الاعتقال والسجن! نعم اعتقل كارلوس غصن في اليابان، وهو كما يقول عنه الكثيرون ألهم بعبقريته وأدائه كيانا ضخما وحال دون وقوعه في براثن الإفلاس في عام 1999، أي قبل نحو 19 عاما، ما دفع إلى إطلاق لقب Le Cost Killer أو “حلَال المشاكل”.
وبعد كل هذه السنوات وما منحه غصن لشركة نيسان من نجاحات أعفته الشركة الاثنين من منصبه بعد توجيه السلطات في اليابان له تهم التهرب الضريبي واعتقاله. وأشارت نيسان إلى أنها “عثرت على العديد من الأفعال الهامة الأخرى من سوء السلوك” بما في ذلك “الاستخدام الشخصي لأصول الشركة”.
وأكدت الشركة أنه “تم تزويد مكتب المدعي العام الياباني بكافة المعلومات، وأنها تعاونت مع تحقيقات المكتب بشكل كامل”. وقالت الشركة إن “سوء السلوك الذي تم اكتشافه من خلال تحقيقاتها الداخلية، يشكل انتهاكا واضحا لواجب الرعاية كمدير.
وعرف عن غضن أنه المدير التنفيذي الأعلى أجراً في اليابان في عام 2010. وكشفت نيسان عن حصول غصن على 9.9 مليون دولار كمرتب سنوي في 2016 – 2017. وحصل غصن على مرتب سنوي بـ7.4 مليون يورو من رينو الفرنسية في 2017.
وخلال السنة الأولى من تطبيقه خطة إنعاش نيسان ارتفعت أرباح الشركة من المبيعات، بعد خصم الديون لتبلغ 2.7 مليار دولار في نهاية السنة المالية 2000، في حين أنها كانت في السنة السابقة تعاني من خسارة قدرها 6.1 مليار دولار.
وخلال 12 شهر من خطته التي استمرت 3 سنوات، أعاد غصن شركة نيسان إلى الموقع الذي فقدته لسنوات طويلة وأعاد لها أرباحها، وخلال 3 سنوات أصبحت واحدة من أغنى شركات صناعة السيارات، مع ارتفاع هامش أرباحها بمقدار 9%. وقد نجحت خطة إنعاش نيسان بالكامل وحققت جميع أهدافها قبل 31 مارس 2002.
وكارلوس غصن، هو رجل أعمال لبناني يحمل الجنسية البرازيلية والفرنسية، ولد في التاسع من آذار 1954 في مدينة بورتو فاليو البرازيلية.
وكان يشغل غصن حتى صباح الاثنين منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “نيسان” اليابانية، وهو رئيس رينو الفرنسية، ورئيس مجلس إدارة مصنع السيارات الروسية أفتوفاز. بالإضافة إلى ذلك، فهو يشغل منصب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لتحالف “رينو”- “نيسان” (الشراكة الاستراتيجية لـ “نيسان” و”رينو” التي تمت بناء على اتفاقية مساهمة فريدة من نوعها).
واستحوذت منتجات هذا التحالف، والذي يضم أيضا أفتوفاز، في الفترة ما بين 2010 إلى 2014 على ما يقارب من 10% من السوق العالمية إلى أن أصبح عام 2014 واحداً من أكبر أربع مجموعات منتجة للسيارات في جميع أنحاء العالم.
وقد أدى نجاح غصن في إعادة الانتعاش الاقتصادي وزيادة أرباح “رينو”، بعد قيامه بإعادة هيكلة جذرية للشركة في أواخر 1990، إلى تلقيبه بـ Le Cost Killer. وفي بداية عام 2000 نتيجة إنقاذه لشركة “نيسان” من الإفلاس الموشك، حصل غصن على لقب السيد حلال المشاكل.
وقال غصن في مقابلة نشرت قبل عدة أشهر، إنه يدير شركات توظف 450 ألف شخص حول العالم، معتبراً أن النجاح في “إدارة الشركات يظهر مما تحققه الإدارات من أهداف ونتائج”، مشدداً على أنّ “الأساليب الملتوية يمكن أن تنجح لبعض الوقت لكنها لا يمكن ان تستمر للمدى الطويل”.
وتابع: “المدير الناجح هو بكل بساطة من يحقق نتائج ناجحة ليس في المدى القصير إنما على فترات طويلة تصل الى 15 سنة”.
ويتحدث كارلوس غصن 5 لغات عالمية، وهي اللغة العربية لأن والده من أصل لبناني، واللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية لأن والدته من أصل فرنسي ودرس في فرنسا، واللغة اليابانية لعمله في شركة نيسان باليابان، واللغة البرتغالية حيث إنه ولد في البرازيل، ويمتلك جنسية برازيلية.