Site icon IMLebanon

إشتباك بين باسيل و”حزب الله” في معسكر التأليف!

كتبت صحيفة “اللواء”:

نظر الرجل الآتي من عوالم (الهندسة ـــ الجامعة الأميركية، الشمال الماروني، وربما من عالم آخر أجهله، أو لا أرغب في ذكره) إلى السياسة، بوصفها السبيل إلى أخذ مكان له تحت شمس الساسة الموارنة (باعتبار الموارنة هم الأقوى والأكثر عدداً بين الطوائف أو المذاهب المسيحية)، وهو يتمثل بكميل شمعون (الرئيس النمر، أو فتى العروبة الأغر، قبل أن يكشفه حلف بغداد 1958) وبغيره من رجالات حكم ودولة.

من بوابة «شعب لبنان العظيم» (والعظمة ترادف القوة أحياناً) دخل إلى المعسكر، حيث كان شباب لبنان وشاباته يتجمعون أيام صعود نجم قائد الجيش حينذاك (1988- 1990) العماد ميشال عون (الذي صار رئيساً للجمهورية منذ 31 ت1 2016، ولا يزال)، دعماً لشعارات الرجل العسكري، والسياسي الذي تحوَّل إلى أشرس مواجه لسياسة «الإحتلال السوري في لبنان»، رافعاً راية تحرير لبنان، بإخراج السوريين من أرضه، ليصبحوا أصدقاء له بعد ان يصبحوا على أرضهم.

تتخطى- مقالة – التقرير طبيعة العلاقة التي جمعت الرجلين (رغم فوارق السن، والتجربة، والخبرات والإنتماء… وما شاكل)، لتطرح أسئلة عن أهداف الرجل، حديث السن، والتجربة، وربما المستقبل، أعني باسيل، وهو يلعب على المسرح، من حارة حريك، حيث قيادة حزب الله، إلى «بيت المستقبل»، حيث قيادة تيّار «المستقبل»، والمرشح رئيسه لتأليف حكومة عهد الأولى (بإعتبار حكومته الأولى للرئيس المكلف لا تمثل العهد، فهي تمثل مجلس 2009، عهد رئيس آخر، صار سابقاً)، وصولاً إلى كليمنصو (حيث القيادة الجنبلاطية الدرزية)، معتبراً أن لا تمثيل لباقي الطوائف المسيحية خارج تياره، الذي أنجب كتلة نيابية، اختار لها اسم «تكتل لبنان القوي» تيمناً بالأقوياء في طوائفهم!.

أمَّا «القوات اللبنانية» فهو يعرف داءها ودواءها، بتواضع شديد (تفاهم ولا تفاهم، اتفاق ولا اتفاق). ويكفي لتيار «المردة»، تعبيره بالمصالحة مع جعجع (د. سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، والمتهم بمجزرة إهدن 1978، وهو حالياً رئيس حزب «القوات»، وزعيم معراب، أو الماروني الثاني، القوي في طائفته)، أو حصر تمثيله بوزن واحد، ووضع «الفيتو» على أي حليف له، حتى لو كان مارونياً من كسروان، من صنف النائب، الذي انتخب في أيّار 2018، وفقاً للقانون النسبي، الشيخ فريد هيكل الخازن (صديق فرنجية، كما هو صديق الرئيس نبيه برّي، وهو حالياً رئيس منتخب لأربع سنوات للمجلس النيابي).

لماذا لا يعتبر، باسيل أن تأخير تأليف حكومة العهد الأولى ضربة، أو إضعافاً للعهد؟

يتصرف رئيس تكتل لبنان القوي، بصفته كنائب، وهو حلم تمكن من تحقيقه لأكثر من هدف، من بينها إزعاج، حليف الحليف برّي، بالتماهي مع مؤسس آخر أقوى الحركات المارونية في للبنان (التيار الوطني الحر) أو اعتبار نفسه نائبه في المسألة السياسية الكبرى (العلاقة مع باقي الطوائف)، محاولاً إعادة ترتيب الوقائع اللبنانية، مستفيداً من إعادة ترتيب الوقائع الجغرافية، والجيوإقتصادية، والجيودينية، والجيواثنية في الشرق الأوسط.

توقف حزب الله عند عبارة، بدأ الإعلام الباسيلي (باعتبار أن الرئيس عون، يعمل بإعلام الدولة، والإعلام الخاص، ومن بين الإعلام الباسيلي (صوت المدى، O.T.V، المواقع الالكترونية، إلخ) بأن تمثيل سنّي في الوزارة، من حلفائه، هو عقدة سُنّية- شيعية.. أليس ما يجري من انقسامات في المنطقة، يتخذ طابع (العُقد السُنّية- الشيعية؟!). وتبيّن للحزب أن باسيل نفسه، هو من أوعز باستخدام هذه العبارة.. (ولا حاجة لكشف ما جرى تداوله بين السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والسيّد باسيل).

لماذا التأخير لا يشكّل اضعافاً للعهد؟

1- ببساطة، لأن التأخير، يُشكّل إضعافاً للقوتين، الشريكتين في ائتلاف الطوائف: القوة السنّية، الشريك الأكبر في السلطة الإجرائية، قبل الطائف وبعده.. ويمثّلها رئيس مجلس الوزراء..

والقوة الشيعية، ويمثلها وزراء «الثنائي الطائفي» (أمل وحزب الله) الذين اكتشفوا فجأة أن العدد الخاص بهم هزيل لدرجة، تجعلهم على طاولة أشبه (بالكرام على مائدة اللئام)، بعدما تجمعت تحت سقف المعسكر، الذي يلعب على ساحته جبران باسيل القوتان المسيحية والسنّية، فضلاً عن الدرزية..

2 – من زاوية الإضعاف هذه، وهي زاوية العقل الباسيلي (المنفعل أو الفعّال، لا ادري) دخل حزب الله من دون استئذان توأمه الطائفي (برّي ومن يمثّل)، إلى معترك التأليف: لا حكومة من دون عبد الرحيم مراد (البقاع الغربي) أو فيصل كرامي وجهاد الصمد (الشمال) أو الوليد سكرية (البقاع الشمالي) أو عدنان طرابلس (برج أبي حيدر، وبعض مناطق المصيطبة والمزرعة، إلى البسطتين الفوقا والتحتا) إلى النائب البعثي الجنوبي، النجم قاسم هاشم (العرقوب السنّي- في أقصى الجنوب الشرقي.

لا بأس عند الحزب.. يتقدّم الشريك السنّي، على الشريك المسيحي.. بلا توتر أو عرض عضلات.. أو خلافات جديدة.. ولكن (خللي بالقلب جوَّا القلب، بالاعتذار من السيدة فيروز والإرث الرحباني العظيم).

3- إفشال خطة باسيل – بالتصويب على الرئيس القوي في طائفته لتأليف الحكومة.

4 – في اللحظة، هذه تنكشف مهالك «نظرية القوة» الضدّ المدمر الآخر لنظرية «قوة لبنان بضعفه» (في زمن حزب الموارنة، أي حزب الكتائب)..

تتحوَّل ساحة تأليف الحكومة إلى ساحة صراعات، في أزمنة التوتر الأميركي- الروسي والتوتر الأميركي- السعودي، والتوتر الأميركي- الأوروبي (الفرنسي والألماني تحديداً)، والتوتر الأميركي- الصيني والتوتر الأميركي – الفلسطيني..

5 – على أن الأهم في أزمنة التوتر، هو ما يعني «القوي الأول في طائفته (باسيل) فرض حصار، تحت شعار الوحدة الوطنية على شريك «تفاهم مار مخايل»، من نوع الحصار على شريك اتفاق معراب، كشكل من أشكال المماثلة مع الحصار المالي والعقابي المفروض على حزب الله ومحوره، بزعامة ايران- الجمهورية – والحرس – والمرشد)، من قوة التوتر الكبرى في العالم الولايات المتحدة الأميركية..

لم يُدرك بعد «مسيحيو لبنان» بأقويائهم وضعفائهم أن الدساتير، والمواثيق، تسبقها حروب، وتليها مفاوضات.. فاللعب بالدستور الآن، هو تأسيس لحرب أو اشتباك، يتعدى تمزيق «حكم الطوائف» ولو كانوا الحاكمون هم الأقوياء.. (ولم يُدرك باسيل، أو أدرك، أن ابتسامته العريضة، و«العريضة» في بكركي، قبل المؤتمر الصحفي، الذي تلا مصالحة المردة- القوات، هي إيذان بمأزق كبير، فالاشتباك على ساحة الحكومة، هو اشتباك مع حزب الله ولو قيل العكس لوقت طويل؟!