تصر قطر على تحدي المشككين بشأن قدرتها على استضافة كأس العالم المقبلة، التي يتبقى على انطلاقها 4 سنوات، فيما تمارس الضغوط على العمال من أجل تهيئة الظروف وإنهاء الاستعدادات لاستضافة مونديال 2022 في الدوحة.
غير أن خطط الدوحة تواجه إعصارا من التحديات، بدأت بالاتهامات بالفساد، ليلحقها التحدي الأكبر المتمثل بالعمال، وكلهم من الوافدين، خصوصا من دول جنوب آسيا، كالهند وبنغلاديش ونيبال وباكستان، بالإضافة إلى جنسيات أخرى.
ولا شك أن الجهة التي تقع تحت ضغط هائل من أجل إنجاح المشروع القطري، هم العمال الوافدون على وجه الخصوص، وهم من كانوا وراء الانتقادات الهائلة الموجهة للنظام القطري، من جراء الانتهاكات لهم ولحقوقهم.
ولم يكن للنفي المتكرر من قبل الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لمونديال قطر، حسن الذوادي، الذي دأب على نفيها وشجبها واستنكارها، أي تأثير على استمرار الانتقادات.
وحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية، يصر المنتقدون لإقامة مونديال قطر على أن بطولة كأس العالم ليست ملاعب ضخمة وفخمة ومباريات فحسب بل تجربة إنسانية وسياحية، كما أظهرت البطولات السابقة وأخرها مونديال روسيا عام 2018.
وأبرزت روسيا في المونديال الماضي، بصورة كبيرة جوانبها الحضارية الغنية أمام السواح القادمين من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي لا يمكن لدولة صغيرة مثل قطر أن تحققه.
وفي حين أن كل المجتمعات في معظم دول العالم توجد فيها أشكال من الطبقية وعدم المساواة بين الطبقات، فإن هذا الأمر في قطر يشكل تفاوتا صارخا، خصوصا تجاه 1.7 مليون وافد غالبيتهم من العمال والأيدي العاملة الرخيص، الذين يعيش أكثرهم في مخيمات ومعسكرات للعمال.
وربما تتفاقم أزمة العمال في قطر أكثر في حال قررت الدوحة العمل بتوصية الفيفا بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 32 إلى 48 منتخبا، خصوصا وأن قطر، وفي محاولة منها لإظهار أن الأمور طبيعية، أبدت استعدادها لتوسيع البطولة.
ومن بين المشكلات التي قد يعاني منها المشجعون القادمون من الخارج لمشاهدة مباريات كأس العالم في قطر، أماكن الترفيه.
وتشير التوقعات إلى أن عدد المشجعين والمتابعين لكرة القدم وعشاقها الذين سيتدفقون على قطر قد يصل إلى 1.5 مليون متابع ومشجع من مختلف دول العالم.
وبعيدا عن الكورنيش ومراكز التسوق (المولات)، ليس في قطر الكثير من الأماكن للزيارة، كما أن الأنشطة السياحية فيها محدودة للغاية.
وسيشكل الزائرون والمشجعون خلال كأس العالم عبئا كبيرا على الدولة الصغيرة المساحة، وعلى البنية التحتية للدوحة وضواحيها، ولن يكون بإمكان كل القادمين الأجانب، الاستمتاع بإقامة مريحة في فنادق الدوحة، بل سيتعين على كثيرين منهم تدبير أماكن للمبيت في البحر أو الصحراء، سواء في سفن في البحر أو في الخيام في المناطق الصحراوية القريبة من الملاعب المعدة لاستضافة المباريات.