كما كان متوقعا، يشكّل لقاء “الوسيط الرئاسي”، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسل مع النواب السنة الستة الدائرين في فلك 8 آذار مؤشرا مهما إلى المرحلة المقبلة من عملية تشكيل الحكومة، التي تؤكد أوساط تيار المستقبل أن الرئيس المكلف سعد الحريري أنجز مهمته في شأنها، ولا ينقصه إلا أسماء وزراء حزب الله لتكتمل.
على أن رياح ما بعد اللقاء الذي شهدته دارة النائب عبد الرحيم مراد في بيروت جرت بما لا تشتهي سفن المتفائلين بولادة حكومية قريبة تتيح للبنان، ومعه العهد بطبيعة الحال، الانطلاق فعليا، وجني ثمار مؤتمر “سيدر”.
ذلك أن تصريحي باسيل ومراد بعد اللقاء حملا دلالات واضحة إلى استمرار المراوحة في هذا الملف إلى أجل غير مسمى، بدليل أن مراد جدد التأكيد على إصرار اللقاء التشاوري على توزير أحد أعضائه في الحكومة المنتظرة. أما باسيل، فلم يتوان عن الذهاب أبعد من ذلك، إلى حد الاشارة إلى احتمال التراجع عن الاتفاق المعقود بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في شأن نيل بعبدا وزيرا سنيا من حصتها، مقابل مقعد ماروني يؤول إلى الحريري، “إذا كان ذلك يساعد في إنجاز الحل”، على حد قول باسيل.
غير أن بعض المراقبين يعتبرون عبر “المركزية” أن طرحا من هذا النوع قد لا يساعد في تعبيد الطريق أمام الفريق الوزاري المنتظر، خصوصا إذا ما بقي بيت الوسط على موقفه الرافض ضم معارضي الحريري في معقله إلى الحكومة.
لكن أوساطا متابعة لعملية التأليف عن كثب تفضل عبر “المركزية” المضي في ضخ الايجابية في مشهد التشكيل، مؤكدة أن وساطة باسيل مستمرة، ولم تنته كما توقع البعض بعيد اللقاء مع النواب السنة “المستقلين”. وتؤكد أن الهدف الأول من تحرك رئيس التيار الوطني الحر يكمن في تأمين لقاء بين الرئيس المكلف والنواب السنّة من خارج “التيار الأزرق”، بحيث من الضرورة بمكان الاعتراف بأنهم يشكلون شريحة من الشارع السني أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة.
أما في ما يتعلق باحتمالات “استعادة رئيس الجمهورية الوزير الماروني ليعود “السني” بدوره إلى الرئيس المكلف، أوضحت الأوساط أن الهدف من ذلك تمكين الحريري من إعطاء اللقاء التشاوري وزيرا من الطائفة السنية، طبقا لما يطالبون به. غير أنها تشدد على أن أي حل لهذه العقدة من المفترض أن ينطلق من اللقاء المباشر بين الحريري و”خصومه”، علما أن “بيت الوسط” لا يزال يرفع “البطاقة الحمراء” في مواجهة معارضي زعيمه.
وتختم الأوساط مطمئنة إلى أن في حال رفض الحريري لقاء نواب اللقاء التشاوري، فإن مجموعة من الأفكار جاهزة للطرح على بساط البحث، لأن الجميع يرفضون التسليم بالفشل في تأليف الحكومة، فيما هي مطلوبة في أقرب الآجال.