أثارت تكلفة زينة مدينة بيروت لمناسبة الأعياد ضجة كبيرة، اعتراضا على مبلغ المليون دولار الذي ستدفعه البلدية لجمعية BEASTS بموجب قرار اتخذ بالأكثرية في المجلس البلدي. وجاءت تغريدة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب هاغوب تريزيان، العضو السابق في البلدية التي طالب فيها بنشر بنود العرض الذي قدمتة الجمعية أمام الرأي العام كي يصار إلى مقارنتها مع مصاريف السنة الماضية لتطرح المزيد من التساؤلات عن القيمة الهائلة للمبلغ المرصود.
اعتبرت النائبة بوليت يعقوبيان عبر “المركزية” أن “المبلغ المطروح غير منطقي أبدا، فالمنطق يقول أن تصرف أموال البلدية على البنى التحتية لمجاري الصرف الصحي، ولإيجاد حلول لزحمة السير التي تخنق المدينة، وليس على الزينة”، مشيرة إلى أننا “لسنا بحاجة لصرف كل هذه المبالغ الهائلة ما دام هناك مساهمون مستعدون لتمويل الاحتفالات من دون أن تُنهب أموال المكلفين جراء التنفيعات المتبادلة بين المسؤولين”، ومؤكدة أنها “ستتابع الموضوع وستطالب بالفواتير المفصلة عن الاعمال المنجزة”.
من جهته، أوضح رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني عبر “المركزية” أن “الرقم ليس هائلا أبدا، فاحتفال رأس السنة العام الماضي الذي تحدثت عنه شبكة الـ”السي أن أن”، كلف لوحده 400 ألف دولار (قدمها مساهمون)، وتمكن اللبنانيون من متابعته مباشرة من ساحة النجمة، وعبر شاشة التلفزيون”.
ولفت إلى أننا “هذا العام نطمح إلى إقامة احتفال أضخم من العام الماضي، وستكون هناك غابة شجر مع مغارة وقرية ميلادية واحتفالات لمدة شهر تختم باحتفال رأس السنة مع ما يتضمنه من ألعاب نارية، إضافة الى احتفالات رمضان”ز
وعن غياب دفتر شروط واضح عند استدراج الاسعار، قال: “درسنا عروض عدة، وعرض جمعية BEASTS كان الأفضل وعلى هذا الأساس نال موافقة المجلس البلدي”، مشيرا إلى أن “تحضير دفتر شروط واستدراج أسعار يكون حسب المشروع الأمر الذي لا يتناسب مع مشروع الزينة”.
ولفت إلى أن “الزينة في الشوارع لا تتولاها جمعيةBEASTS، وتكلفتها منفصلة تبلغ مليون دولار أخرى، تشمل عيدي الميلاد ورأس السنة ورمضان، وسيعاد تركيبها على مدى ثلاث سنوات، بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة التي قامت باستدراج العروض واختارت العرض الأنسب”.
واعتبر أن “تغريدات النائب تريزيان هي استفسارات أكثر من اعتراضات، فهو مدرك للكلفة الفعلية لشجرة العيد العام الماضي، فالزينة وكل ما يتعلق بها لناحية تركيبها وفكها وتخزينها وإعادة صيانتها تكلف مبالغا كبيرا فهي تخسر كل عام قرابة الـ 20% من قيمتها”.
وردا على الانتقادات التي طالت قرار البلدية، بأنها تدفع اموالا طائلة لتزيين الشوارع فيما حاجات الكثير من المواطنين البيروتيين غير مؤمنة، قال: “البلدية لا تدفع من دون مقابل، فالزينة هي استثمار ينعش الدورة الاقتصاديية لمدينة بيروت لمدة ثلاث سنوات وسيكون له انعكاس إيجابي على حياة الناس ويؤمن فرص عمل ويشجع الإنتاج الوطني”، مشيرا إلى أن “هذا العام فقط، قدمت البلدية ما يقارب المليوني دولار للجمعيات التي تعنى بشؤون المحتاجين”.
“BEASTS”: أما المكتب الاعلامي لجمعية “BEASTS”، فأوضح عبر “المركزية” أن “مسؤولية الجمعية ضمن فترة الأعياد تتضمن زينة شجرة الميلاد والمغارة الميلادية إضافة إلى إقامة قرية ميلادية مسقوفة لحمايتها من الأمطار، وتضم كذلك العديد من النشاطات الميلادية التي تتنوّع بين جولاتٍ واحتفالات، وعروض مسرحية للأطفال وفقرات فنية وفرق موسيقية، وقسم مخصص للمأكولات يضم سلسلة من المطاعم، تلبّي جميع الأذواق.
وتمتد نشاطات القرية الميلادية منذ الثالث من كانون الأول 2018 وحتى الـ29 منه، في ساحة الشهداء، فضلاً عن احتفالات رأس السنة التي ستكون في ساحة النجمة في الـ 30 و31 من الشهر الحالي والتي سوف تجمع اللبنانيّين على اختلاف انتماءاتهم، حول عروضٍ موسيقية وفنية مجانية، تضفي الفرح والأمل في نفوس اللبنانيّين في ظلّ الظروف الاجتماعية الضيّقة”.
وأشار إلى أن “كل هذه النشاطات المجانية تمتد على شهر كامل، من دون أي تكلفة على المواطن وبالتالي مبلغ المليون دولار ليس مبالغاً فيه كما يدعي البعض، فهدفنا إبراز وجه لبنان الحضاري والثقافي للعالم من خلال تنظيم نشاطات بمعايير عالمية. كما وأنه التزاماً بمبدأ الشفافية التامة ومنعاً لأي التباس، سوف تقدم الجمعية بعد انتهاء المشروع جدولاً مفصلاً بالأسعار، وفقاً لقرار ديوان المحاسبة رقم ٣٣٠٩\ ٢٠١، مرفقاً بفواتير تظهر بشكلٍ جليّ، آلية إنفاق المبلغ الذي وافقت عليه بلدية بيروت”.