أشار قائد الجيش العماد جوزيف عون الى انه “صحيح أن الاستقلال جاء تتويجا لملاحم تاريخية امتدت عبر أجيال متعاقبة، الا أن الاهم يبقى واجبنا في استكمال السيادة، في معارك قد يكون بعضها سلميا وبعضها الآخر دمويا، ليتجسد الاستقلال واقعا”، وذلك خلال إزاحة الستار عن النصب التذكاري للاستقلال في وزارة الدفاع الوطني بحضور الرؤساء الثلاثة.
وتوجه قائد الجيش الى اللبنانيين قائلاً: “لأن الأمن شرط اساسي لاي استقرار، أناشدكم من منطلق مسؤولياتي وأدعوكم الى تجديد ثقتكم بالجيش، الذي كان وسيبقى الى جانبكم سندا لكم للوصول الى تحقيق الأمان الكامل وترسيخ شروط الحياة الطبيعية المنتظمة بشكل دائم، قوتنا في التفافكم حولنا، حافظوا عليها بعد أن تعمدت بدماء ابنائكم واعملوا على تحصينها”.
وقال قائد الجيش للرئيس ميشال عون: “على عاتق عهدكم مسؤوليات جسام ملقاة، ليس أقلها استكمال المهمات الوطنية. فمسيرة وطننا بكل تعقيداتها أثمرت دولة، مع كل الضغوط التي عرفتها، نجحت في بلورة نموذج مجتمعي متطور”، وتابع “وجب علينا أن نحمي المكاسب وأن نرتقي بها، على رأسها الدولة بمؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد لاستمرارية المجتمع وتماسكه، وأمنه الذي نجحت القوى العسكرية والامنية في ارسائه املا في استثماره في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية حفاظا على ما تحقق من انجازات ومكاسب”.
وأضاف العماد عون “ان الاستقلال الحقيقي يحقق معناه وغرضه في مواصلة الجهود، مؤمنين أن ما تحقق، ليس سوى خطوات أولى، تزيدنا ثقة وتفاؤلا واصرارا على الاستمرار في مسيرة بناء المؤسسة وتحديثها، التي بدأت ولن تتوقف بفضل دعمكم”.
وتوجه قائد الجيش للعسكريين بالقول: “شعبكم اليوم يتطلع اليكم بفخر وإباء بعدما دحرتم الارهاب بوجهه العسكري ودمرتم البنية التحتية لخلاياه الامنية، في الوقت الذي بقيت قبلة أعينكم الحدود الجنوبية حيث العدو الأساسي”، مشيراً الى ان انتصارات تفرض علينا مزيدا من اليقظة في ظل التطورات الاقليمية بتداعياتها الداخلية، في موازاة تحررنا من أعباء الماضي الثقيل في مسيرة النهوض بالمؤسسة، مستقبلكم ومستقبل اولادكم.
وتابع متوجها الى العسكريين: كونوا المثل الصالح والقدوة في مجتمعكم، أنتم صمام الأمان ودرع الوطن الواقي، فقوة الوطن من قوة جيشه”.
وكان قائد الجيش قد أشار في أمر اليوم لمناسبة عيد الاستقلال الـ75، الى ان الحالة الضبابية التي تلفّ المنطقة بأسرها، في ظلال تحولات كبرى مرتقبة، سيكون لها دون شكّ انعكاسات على بلدنا، فضلاً عن الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، وتوجه الى العسكريين بالقول: “يحتّم عليكم البقاء في أعلى درجات اليقظة، والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة بمختلف أشكالها ووجوهها”.