إعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد القرعاوي أن “محاولة تمرير نظرية المثالثة التي يسعى إليها البعض لن تمر، لأن في ذلك ضرب لأسس الطائف ووضع البلاد أمام مؤتمر تأسيسي جديد، لا أحد بإمكانه معرفة إلى أين ستؤول الأمور”؟
كلام القرعاوي جاء خلال الإحتفال التضامني الحاشد مع قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير والذي أقيم في بلدة مجدل عنجر، بدعوة من رئيس حركة الإنقاذ الشيخ خالد عبد الفتاح، بحضور ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة والنائب السابق خالد الضاهر ومدير أوقاف البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن ورئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان أمامة وحشد كبير من رؤساء بلديات وفعاليات وأهالي المنطقة.
واعتبر بركة في كلمته أن “قضية فلسطين لا تعني الفلسطينيين وحسب، بل تعنيى كل العرب وخصوصا الشعب اللبناني الشقيق، هذا الشعب الذي كان وفيا للقضية وكان بجانب الشعب الفلسطيني وما يزال”، ورأى أن “قوة الردع التي طورتها المقاومة الفلسطينية وحركة حماس منذ العام 1987، هي التي جعلت إسرائيل تذعن وتبادر إلى وقف إطلاق النار”، وأكد أن “القضية الفلسطينية هي القضية العادلة ويجب دعمها على جميع الصعد”.
من جهته اكد الضاهر في كلمته أن “اللبنانيين على مختلف أطيافهم شاركوا في مقاومة العدو الإسرائيلي لأن قضية فلسطين هي قضية عقيدة ودين، وأن التاريخ أثبت مرارا أنه طالما فلسطين تعاني يعني أن الأمة تعاني، وبالتالي على الأمة أن تستعيد دورها لتدمر أعدائها وتحرر أرضها، ولتحقيق هذا علينا التوحد خلف مشروع سياسي شامل كي نوقف الإعتداء على صلاحياتنا ودورنا، ورأس هذا المشروع هو فلسطين”.
واعنبر الشيخ عدنان أمامة ان الصراع العربي الإسرائيلي هو” صراع بين عقيدتين، عقيدة التوحيد وعقيدة الخرافة والكذب، عقيدة الذين حرفوا كلام الله بأيديهم، ونحن أمام وعدين : الوعد الحق والوعد المفترى”.
اما الشيخ محمد عبد الرحمن فقال “أننا نحب غزة لأنها تسكن في وجداننا وفي ضمائرنا ومن العزة والكرامة، واليوم تحتاج الدعم الكامل ماديا ومعنويا وليس رفع الأيدي للدعاء فقط، لأن غزة صنعت التاريخ بالصواريخ، لكننا اليوم سلبيين أمام عظمة ما يقوم به الأبطال المجاهدون، ورغم تكالب العالم على غزة، إلا أنها واجهتهم بإنسانيتها التي ينحني جبين العالم أمامها”.
وختم النائب القرعاوي بكلمة إستهلها بتوجيه تهنئة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وعيد الإستقلال معتبرا “أننا اليوم بأمس الحاجة لنستلهم من ذكرى المولد القيم والمبادئ التي أرساها الرسول العربي الكريم في رسالته العظيمة .. إنطلاقا من الأخلاق وهو القائل : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .. الأخلاق التي تعتمد الصدق والأمانة وخدمة الناس والمجتمع وتدافع عن مصالح الأمة، لأن هذه القيم السامية هي السبيل الواضح للحق والعدل والمساواة، وكم نحن بحاجة للعودة الصادقة إلى هذه القيم من أجل التآلف والوحدة، حماية لأمتنا ووطننا من الشرور التي تتربص به لا سيما المؤامرات التي يحيكها لنا العدو الصهيوني، لضرب وطننا والعبث بإستقرارنا وأمننا، ومن معاني الإستقلال معاني الخروج من التبعية والإرتهان، معاني العمل الحقيقي دفاعا عن لبنان دولة وشعبا ومؤسسات، لأنه لا إكتمال لمفاهيم الإستقلال من دون ترسيخ الأسس الحقيقية لمفهوم الدولة، هذا المفهوم الذي يسعى دولة الرئيس سعد الحريري إلى ترسيخه وتثبيته، لأنه السبيل الوحيد لكرامة الإنسان”.
أضاف : “في ظل هذه الأيام المباركة والمجيدة، نقف وقفة إجلال وإكبار لأولئك المرابطين في غزة، غزة الإباء والكرامة والتي تثبت دائما، أنها فخر المقاومة الحقيقية، المقاومة التي نحن أهل السنة والجماعة أصلها ومنبتها، نحن روادها لأننا نؤمن بالآية الكريمة “وأعدوا”، ونعمل بمفهوم الحديث النبوي الشريف ” علموا أولادكم الرماية “، والرماية تعني التدرب والإستعداد الدائم لمحاربة العدو الصهيوني حتى تحرير آخر ذرة تراب من تراب فلسطين”.
وقال : “إن قضية فلسطين، هي قضية الحق والعدالة، وقضية العرب والمسلمين الأولى، وصولاً حتى التحرير الكامل من الإحتلال الإسرائيلي، ومن أجل حق العودة ومنع التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”.
أضاف : “إن العدو الإسرائيلي يقف عاجزا عن كسر إرادة أهلنا وصمودهم، وقبل أيام أعلن رئيس وزراء العدو في العاصمة الفرنسية أن إسرائيل لا تريد حربا مع حماس، وجاءه الرد عبر إطلاق أكثر من 460 صاروخا، بمعنى آخر أن حماس والمقاومة الفلسطينية هي التي تردع إسرائيل أمام أي عدوان، وقد عبرت عن ذلك إذاعة العدو بعد وقف إطلاق النار ، حين أكدت حالة الغضب في المستوطنات الإسرائيلية وأجواء الإحتفالات في غزة”.
وقال : “تنتصر غزة، غزة الصمود والإرادة والعزيمة، وتؤكد غزة إستمرار الصراع العربي الإسرائيلي، رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين”.
وفي الشأن الداخلي أشار القرعاوي إلى أن “الجميع أصبح على علم بما آلت إليه الأمور بالنسبة لتشكيل الحكومة، وقد إتضحت خلال الأسابيع الماضية الصورة بالنسبة لأسباب التأخير، لهذا فإن دولة الرئيس الحريري أكد وفي أكثر من مناسبة على ثوابته ورؤيته للحكومة المقبلة، من موقع الحرص على الوضع الإقتصادي والإنمائي والأجتماعي”.
وأكد أن “دولة الرئيس الحريري لن يقبل بتكريس أعراف جديدة تتجاوز الدستور وإتفاق الطائف ومتمسك بكل الصلاحيات التي كفلها له الدستور، خصوصا ما يتعلق بتشكيل الحكومة، وإن ما يعرف بالعقدة السنية هي عقدة مصطنعة، لأن النواب الستة المستقلين لا يشكلوا كتلة نيابية واحدة، وإذا لم تسهل القوى السياسية تشكيل الحكومة، فإن البلاد ذاهبة نحو إنهيار إقتصادي كبير”.
ورأى : “إن هذه العقدة المستحدثة أخيرا، ليست عقدة سنية كما يظن البعض، بل هي عقدة سياسية مستحدثة بإمتياز، من أجل تأخير ولادة الحكومة، لأن هناك ملفات سياسية داخلية وخارجية تعيق التشكيل، لأن دولة الرئيس الحريري متمسك بحكومة وفاق وطني ولن يسمح لأي طرف بالحصول على الثلث المعطل في الحكومة، لأن هذا يعطل البلد، ولن يسمح بمحاولة تمرير نظرية المثالثة التي يسعى البعض إليها، لأن في ذلك ضرب لأسس الطائف والشروع في مؤتمر تأسيسي جديد، لا أحد يمكنه معرفة إلى أين ستؤول الأمور، فلا إجتهاد في سياق النصوص الدستورية أو المس بصلاحيات الرئيس المكلف، فالنصوص الدستورية واضحة وصريحة، ومسؤولية التشكيل تقع على عاتق الرئيس المكلف وأي إتجاه آخر يعني دخول أعراف جديدة مرفوضة كليا”.
وختم : ” نحن أهل الخير ونحن أمة الخير التي حافظت على لبنان وإستقراره كما حافظت على سمة العيش المشترك فيه”.