وسط هذه الأجواء اللبنانية القاتمة، يبرز التحذير الذي أطلقه الكرسي الرسولي للبنانيين، وحثّهم على الحفاظ على بلدهم في وجه التحدّيات التي قد تواجهه. مع التأكيد على وقوف الفاتيكان والبابا فرنسيس الى جانب لبنان والتنوّع فيه.
هذه الصورة، نقلها بعض الزوار اللبنانيين الى الفاتيكان في الأيام الاخيرة، ومن بينهم شخصيات وحزبيون ونواب مثل علي بزي، الان عون، نعمة افرام، ياسين جابر، نديم الجميل، طوني فرنجية، شوقي الدكاش، نقولا نحاس، وغيرهم.
وبحسب هؤلاء، فإنّ البابا فرنسيس، أكّد أمام من التقاهم من هؤلاء الزوّار على عمق العاطفة التي يكنّها للبنان، آملاً أن يستعيد عافيته، ومنوّها في الوقت نفسه على أهمية التوازن المسيحي – الإسلامي الفريد في لبنان، مؤكّداً انّ هذا التوازن قوي كأرز لبنان.
على انّ المحطة الأبرز لهؤلاء الزوّار، كانت مع وزير خارجية الفاتيكان، الذي قدّم أمامهم عرضاً مفصّلاً للوضع في المنطقة ومن ضمنها لبنان. وبحسب ما نقلوا، فإنّ وزير خارجية الكرسي الرسولي مرّ على الملف الإيراني، داعياً الى عدم التقليل من أهمية دور إيران في المنطقة.
واما في الملف السوري، فلم يرَ انّ الحل السياسي ممكن حتى الآن، وإن كان أشار الى انّ الرئيس السوري بشار الاسد قد لا يمانع في ان يكون رئيساً حتى على مساحة لا تشكّل كل المساحة السورية.
وحول الوضع اللبناني، أكّد انّ الفاتيكان يريد ان يرى حكومة في لبنان، ونُقل عنه قوله: «لا اريد ان أرسم أمامكم صوراً وردية او اقصّ عليكم قصص أطفال، الى اين أنتم ذاهبون بلبنان، وضعكم لا تُحسدون عليه، انتبهوا، يجب ان تنظّموا أنفسكم وبلدكم لكي تستطيعوا مواجهة الكمّ الكبير من التحدّيات التي تنتظركم، والكرسي الرسولي سيبقى داعماً للبنان، لكنّه بالتأكيد لا يملك عصا سحرية».
والنقطة الأهم التي ركّز عليها وزير خارجية الفاتيكان، كانت موضوع النازحين السوريين في لبنان، وفوجىء الحاضرون اللبنانيون بصراحته حيث قال: «موضوع النازحين في لبنان يشكّل عبئاً كبيراً، وبالتأكيد انّ لبنان لا يستطيع ان يحتمل العبء الإضافي الذي يشكّله تزايد ولادات النازحين التي باتت تزيد عن 200 الف ولادة، ولكن مع الأسف، انّ عودتهم الى بلادهم قد لا تتم، إذ ليس هناك في العالم من هو مستعد ليقدّم المساعدة للبنان في هذا الموضوع، نحن ننصح بأن يطرق لبنان باب واشنطن علّه يلقى مساعدة في هذا المجال».