كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:
طالب رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط، محمد الحوت، بإعطاء الاولوية لتحسين مطار رفيق الحريري الدولي وتوفير التمويل اللازم له، كونه أهم محرّك للاقتصاد اللبناني يستحق بعد 20 عاماً على تطويره وتوسيعه أن يصرف عليه 100 مليون دولار لإبقائه في وضعية جيدة.
كشف رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت لـ«الجمهورية»، أنّ سنة 2018 ستقفل على نتائج مهمة بالنسبة للشركة، بحيث سيصل عدد الركاب الى 3 ملايين مع نهاية العام، وتبلغ نسبة تعبئة الطائرات 80 في المئة، أما الربحية فستكون أقل من العام 2017 نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار النفط. وأكد انّ الشركة ستحقق ارباحاً رغم التراجع في الربحية، «وسنكون قادرين على توزيع انصبة ارباح على المساهمين بقيمة 55 مليون دولار هذه السنة».
خطوط جديدة
وعمّا اذا كانت الشركة تعتزم فتح خطوط طيران جديدة، قال الحوت: انّ الخط الاخير الذي فتحته الشركة كان خط مدريد، ونحن ندرس اليوم فتح خط «ابوجا»، لكننا لم نتخذ القرار النهائي في هذا الشأن بعد. أما بالنسبة الى التوجه لفتح خطوط طيران جديدة في البلدان التي يكثر فيها المنتشرون اللبنانيون مثل البرازيل او افريقيا، فقال: انّ شركة طيران الشرق الاوسط تشغّل حالياً 33 خطاً جوياً، وهي مستعدة اليوم قبل الغد لفتح اي خط تطلبه الدولة، أكان في البرازيل او المكسيك او حتى في سيدني لكن بشرط وحيد ان تتحمل الدولة خسارة الخط الذي يخسّر.
طيران «low cost»
عن وجود نية للسير بمشروع طيران منخفض الكلفة (low cost) قال الحوت: لا توجّه لذلك في الوقت الراهن، ورغم انّ عدد شركات low cost التي تسيّر رحلات الى لبنان يبلغ 9، الّا انّ «الميدل ايست» لا تزال قادرة على منافسة هذا النوع من الطيران. وكشف عن تعاون بين «الميدل ايست» والخطوط التركية لتقاسم الرزم يبدأ في فصل الصيف 2019، ويقضي بتشغيل الخطوط التركية طيرانها بين بيروت وانطاليا وسنتمكن نحن من بيع قسم من هذه الرحلات، كما ستحمل هذه الطائرات رمز الميدل إيست على متنها.
خطط توسعية
عن الخطط المستقبلية لشركة «الميدل ايست»، قال: نحن نسير نحو توسّع تدريجي مدروس يتماشى مع أوضاع البلد ومع القدرة على استيعاب الضربات، اذا، لا سمح الله، تعرّضنا لنكسات. لا يمكننا اليوم ان نبقى في مكاننا من دون اتخاذ اي خطوات توسعية لأن ذلك سيخرجنا من السوق، كما لا يمكننا ان نكبّر خطواتنا بحيث اذا وقعت أي مفاجآت في البلد او في السوق نخشى ألا نتمكن من استيعابها. وقد أثبتت السياسة المتبعة في السنوات العشرين الماضية جدواها، بدليل تخطي الارباح من العام 2002 الى اليوم الـ 1.1 مليار دولار.
أما عن نية الشركة تطوير الاسطول، فقال: لشركة «الميدل ايست» حالياً 18 طائرة تجارية، ومن المتوقع ان يصبح عددها في العام 2020 نحو 20 طائرة. وسيصل عدد الطائرات التي سنستلمها في الاعوام 2020 و2021 الى 15 طائرة وهي من نوع «ايرباص NEO»، ستستعمل 13 منها لابدال طائرات أقدم عمراً، وذلك بهدف تحديث الاسطول. عندما يكتمل تحديث الاسطول سيكون لدينا 20 طائرة تجارية، 5 منها من نوع ايرباص 330 والـ 15 البقية من نوع ايرباص 321 الى جانب طائرتين خاصتين من نوع Embrayer.
تأثر الشركة بأحداث المطار
ولدى سؤاله عن مدى تأثير الأزمات التي مرّ بها مطار رفيق الحريري على الشركة، قال: المطلوب اليوم اعطاء الاولوية للمطار من حيث توفير التمويل اللازم له، فكلنا يعلم ان الخزينة تمر بأوضاع صعبة وان لا أموال فيها، لكن برأيي، المطار الذي يوفّر 300 مليون دولار في السنة هو أهم محرّك للاقتصاد اللبناني بحيث يبلغ عدد الذين يعبرون من خلاله 8 مليون سنوياً، أضف الى ذلك انّ المطار هو وجه لبنان الحضاري ومعبر للبنان ولسوريا. لذا، يستحق المطار بعد 20 عاماً على تطويره وتوسيعه ان يصرف عليه 100 مليون دولار لإبقائه في وضعية جيدة لتقديم افضل الخدمات للمسافرين، والّا فإن الأزمات ستستمر وتنعكس سلباً على ادائه.
وعن مشروع التوسعة قال الحوت: ان مشروع توسعة المطار يختلف عن هذه التحسينات التي نتحدث عنها، فالتوسعة لا تتعلق بالمبنى الحالي. وقد أطلق الرئيس الحريري مشروع التوسعة في المجلس الاعلى للخصخصة عبر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقد وضع على السكة الصحيحة. ورأى انّ الخطوات التي يقوم بها المجلس الاعلى للخصخصة وشركة ifc، أي مؤسسة التمويل الدولية، يجب ان تكون بشكل أسرع من المعتمد راهناً.
تخصيص الشركة
وردا على سؤال عن مشروع تخصيص قسم من الشركة وطرحه في بورصة بيروت، قال: انّ هذا القرار هو عند حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واوضح ان التوجّه نحو التخصيص يكون في اتجاهين: اما عبر IPO وهذا القرار يتخذه مجلس الادارة لأنه يتطلب موافقته على رفع رأسمال الشركة، لكن ليست لدينا مشاريع راهناً لزيادة رأس المال. امّا المشروع المطروح اليوم من قبل مصرف لبنان، فيقضي ببيع حصة من أسهمه للشركة، وبالتالي هو وحده صاحب القرار وهو من يحدّد التوقيت المناسب لذلك. وأوضح انّ حصة مصرف لبنان من الشركة تصل الى 99 في المئة، وسبق للحاكم ان صرّح انه ينوي بيع نسبة 25 في المئة من هذه الحصة عبر المنصة الالكترونية الجديدة المنوي وضعها في بورصة بيروت، لكن بعد حصول توافق مع الحكومة اللبنانية على هذه الخطوة، وعندما تكون أوضاع الاسواق مناسبة، أي بمعنى آخر انّ التوقيت يحدده الحاكم وليس نحن.
وأوضح الحوت انّ شركة طيران الشرق الاوسط هي شركة طيران خاصة وليست مؤسسة عامة، وعندما نقول انّ مصرف لبنان ينوي بيع حصة من أسهمه فهذا الأمر لا يعتبر خصخصة لأنّ الشركة هي شركة خاصة بالمبدأ من حيث المفهوم القانوني وتعمل وفق احكام قانون التجارة وأي عبث بهذا التوصيف سيكون له انعكاسات سلبية على الشركات. وأعطى مثالاً على ذلك، انه قبل 10 سنوات حجزت طائرة للميدل ايست في مطار اسطنبول بسبب خلاف بين شركة المانية متعهدة ومجلس الانماء والاعمار، ولو لم تُثبت الشركة امام القضاء بكتاب صادر عن رئيس الوزراء وبدراسات قانونية مفصّلة انها شركة تجارية بحته لَما تمّ إطلاق الطائرة. وبالتالي، إنّ ايّ عبث بهذا الموضوع سيعرّض طائرات الشركة بالخارج للحجز او للتوقيف. لذا، شدّد الحوت على ضرورة توَخّي الحذر بالتعامل مع هذا الموضوع.