في الموقف الاخير الذي أطلقه من عين التينة على هامش لقاء الاربعاء النيابي، كشف عضو “اللقاء التشاوري السني” النائب جهاد الصمد، الكثير، عن حقيقة ما بلغته العلاقات بين الضاحية من جهة، وبعبدا او ميرنا الشالوحي من جهة ثانية، والتي يبدو “ترهّلُها” أحد أبرز العوامل “المحلية” التي تؤخر الولادة الحكومية المنتظرة.. فهو أكد ان “الحكومة يمكن ان تتألف اليوم اذا تنازل وزير الخارجية جبران باسيل عن المطالبة بـ11 وزيراً وقبِل بعشرة، فنتمثل نحن بوزير في الحكومة”.
فبحسب ما تقول مصادر نواب سنّة 8 آذار لـ”المركزية”، يترك أداء باسيل “الحكومي”- حيث يبدو يطرح افكارا تؤدي كلها الى حصوله على ثلث معطّل في مجلس الوزراء العتيد- علامات استفهام كبيرة لدى هؤلاء ولدى الثنائي الشيعي ايضا، وهم يضعون ما يفعله في خانة “التذاكي” او “التشاطر” على حزب الله. ذلك ان رئيس التيار الوطني الحر يدرك جيدا ان هذه “اللعبة” مكشوفة، ويعلم ايضا ان “حزب الله” لا يحبّذ حصول اي فريق على هذا الثلث، لا سيما في ضوء التباينات التي تراكمت في الاشهر الماضية بينه وبين ميرنا الشالوحي، دائما وفق المصادر عينها.
وفي وقت تقول ان الرئيس المكلف سعد الحريري من المستبعد كثيرا ان يتنازل من حصّته لتوزير سني “معارِض”، تسأل المصادر عن اسباب اصرار باسيل- المكلّف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السعي لتذليل العقدة المستجدة- على إقفال الباب امام أي نقاش في الحصة الرئاسية. فهي ترى ان اي خرق لن يكون ممكنا الا اذا قبل رئيس الجمهورية بتجيير الوزير السني المحسوب عليه، الى سنّة 8 آذار. فهل يستأهل الثلث المعطّل، ايقافَ عملية التأليف برمّتها؟
وفي موازاة سهامها “القاسية” على باسيل، تصوّب المصادر ايضا على الحريري وعلى علاقته برئيس التيار الوطني الحر.. فهي تؤكد انها وحزب الله، حريصان على رئاسة الحكومة وصلاحياتها، الا انهما يخشيان في المقابل قيام ثنائية مارونية – سنّية. وتذهب أبعد في هذا السياق، اذ تكشف “اننا والضاحية نستغرب كيف ان الحريري يبدو موافقا على اعطاء باسيل الثلث”، مذكّرة بأن “بفضل هذا الثلث أسقط باسيل حكومة الحريري خلال دخول الاخير الى البيت الابيض عام 2010، فما القطبة المخفية خلف ليونة الرئيس المكلف تجاه رئيس التيار اليوم؟
وتشير المصادر الى ان الحريري يدّعي الحرص على مكانة وصلاحية ودور الرئاسة الثالثة، الا انه يفرّط بها عندما يعطي باسيل الثلث، وهذا الموقف يُلام عليه ويجب توضيح خلفياته، مؤكدة في المقابل ان محاولات تكريس ثنائيات واستضعاف مكوّنات معينة لن تمرّ، وان اي فريق لن يحصل على الثلث المعطل في مجلس الوزراء، ملمّحة الى امكانية ان يدعو الثنائي الشيعي الى اعادة النظر في حصته الوزارية اذا لمس مساعي لتطويق حضوره وتأثيره في الحكومة العتيدة.
وسط هذه الاجواء، تقول اوساط مطّلعة لـ”المركزية” ان النواب السنة الستة يبدو تراجعوا عن موقفهم المطالِب بتوزير أحدهم من “كيس” الحريري، وهذا التراجع يفتح كوة في جدار الازمة، يمكن توسيعها اذا أحسن رئيس الجمهورية التقاطه. وفي انتظار تبيان نتائج مساعي صيانة العلاقات بين بعبدا وميرنا الشالوحي وحارة حريك، التي يضطلع بها بعض الاطراف المقربين من الجانبين، تشير الاوساط الى ان مبادرة “رئاسية” كهذه، ستكون كفيلة إما بإخراج الحكومة الى النور، أو بفضح حقيقة ورقة سنّة 8 آذار ونيات حزب الله من رميها على الطاولة الحكومية.