لا يختلف اثنان على أن الرئيس الجديد لجهاز التفتيش المركزي القاضي جورج عطية ضخ ما يسميه المقربون منه “نهجا جديدا” في تعاطي التفتيش مع الملفات المهمة.
في هذا السياق، تدرج مصادر مطلعة عبر “المركزية” مبادرة الجهاز ورئيسه إلى القفز فوق الاجراءات البيروقراطية في ملف التحقيقات في ليل المطار الأسود في 6-7 أيلول الفائت، والاستعاضة عنها بجولات ميدانية أتاحت لمراقبي ومفتشي الجهاز الاطلاع على حيثيات الاشكال الذي عطل حركة المطار يومها.
وتبعا للنهج الجديد، يواصل المفتشون الاداريون “كبساتهم” على الادارات والمؤسسات الرسمية بهدف التأكد من حسن سير العمل الاداري وانتظامه، بما يتيح خدمة المواطن بشكل أفضل، على أن تصدر التوصيات اللازمة في هذا الشأن على هامش كل مباغتة لعناصر التفتيش.
وتذكّر المصادر أن القاضي عطية لم يكتف بالجولات الميدانية وإصدار تقارير تتضمن توصيات، بل لم يتوان عن اتخاذ الاجراءات التأديبية والمسلكية الكفيلة بوضع الأمور في نصابها وردع المخالفين، بدليل أن التفتيش أقال رئيس مجلس إدارة مستشفى جزين من منصبه وأوقفه عن العمل، بعد “الكبسة” على المستشفى المذكور، علما أن في بعض الأحيان، قد تصل العقوبات إلى حجز عقارات الموظفين الذين يكشف النقاب عن مخالفاتهم.
وفي هذا الاطار، تكشف المصادر لـ “المركزية” أن من منطلق حرصه على الشفافية تجاه الرأي العام، فإن التفتيش بات يتيح للمواطنين الاطلاع على العقوبات المتخذة في حق الموظفين المخالفين، من خلال موقعه الالكتروني www.cib.gov.lb ، وهو مسار انطلق منذ خمسة أشهر، أي منذ تسلم القاضي عطية المسؤولية على رأس هذا الجهاز الاداري الرقابي.
وأبعد من ذلك، أعلنت المصادر أن الجهاز يطور اليوم تطبيقا الكترونيا بات متوفرا على مختلف الأجهزة الخلوية الذكية، ويحمل اسم Central inspection ويمكن المواطن من خلاله أن يشارك في العملية الرقابية على الادارات عن طريق الابلاغ عن المخالفات أو تصويرها، كما الاطلاع على العقوبات المرتبطة بها.