كتبت منال زعيتر في صحيفة “اللواء”:
من يسمع كلام قوى اساسية في ٨ آذار حول ملف تشكيل الحكومة يتيقن بان هذه القوى لا تعلق اية اهمية على مبادرات وزير الخارجية جبران باسيل وتضعها في خانة «تقطيع الوقت» فقط، وطبعا هذا الكلام وفقا لمصادر بارزة في هذه القوى ليس استهدافا لباسيل بل توصيفا للواقع.
بهذا المعنى، يصبح من المنطقي وفقا للمصادر الجزم «ان لا حكومة في المدى المنظور»، الكل يحور ويدور ومن ضمنهم باسيل والمخرج في جعبة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عليه المبادرة باتجاه اللقاء التشاوري والتنازل لهم عن حصته السنية، وهذا هو الاخراج المناسب لحل العقدة السنية دون احراج اي طرف.
وبرأي هذه المصادر، فان اي حل آخر غير متاح حاليا وبالتالي فاما ان يأخذ الرئيس عون زمام المبادرة او ينتظر الرئيس الحريري مثله مثل نواب اللقاء التشاوري ليغير رأيه ويلتقي بهم ويتفاهم معهم على الحل المناسب.
سابقا، اوحى اللقاء التشاوري بان لقاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد يفتح ثغرة في جدار الازمة ولكن الرهان حسب مصادر ٨ آذار، كان على قدرة اللقاء باقناع الحريري بوجهة نظره وليس اي شيء آخر.
اي بصريح العبارة، فان مطلب اللقاء ومن خلفه حزب الله وحركة امل ليس مجرد مناورة بل قرار حاسم بتوزير شخصية من شخصياته الست وهنا بيت القصيد الذي يسقط اية مبادرات لا تلحظ هذه النقطة.
وعليه، فان زخم المبادرات الباسيلية لم يمنع المصادر من الجزم بان ملف تشكيل الحكومة منذ بداية ما سمي بأزمة سنة ٨ آذار لم يحرز اي تقدم ولا يبدو انه قد يحرز اي تقدم في المستقبل اذا استمرت المبادرات على شاكلة ما يقدم الان، وهذا معناه رفض هذه القوى ضمنيا لمبادرات باسيل، التي لم تلحظ حتى الان اي دور للرئيس عون في حل هذه المشكلة العقدة التي تحمله جزءا منها حين رفض وبشكل علني حق اللقاء التشاوري في مقعد وزاري.