لا شك ان أقساط المدارس الخاصة معضلة تؤرق الأهالي في كل موسم دراسي وتشكل كاهلاً هائلاً على اكتافهم خلال سنوات طويلة، في وقت ان المدرسة الرسمية قد تشكل حلاً لكنها تحتاج بدورها الى تطوير وعمل مستمر للارتقاء بمستواها التعليمي.
هذا الكلام ليس جديداً فانذارات المدارس للطلاب والمدارس مستمرة على خلفية دفع الأقساط التي يزداد ارتفاعها في كل عام وتعلو صرخات الاهالي وسط دعاوى قضائية في عديد من المدارس وفي ظل ازمة اقتصادية خانقة تعصف بلبنان، لكن ما هو واجب ابعاد الطلاب عن هذه الأجواء وعدم تهديدهم باحتجاز علاماتهم او اعطائهم إفادات مدرسية وذلك وفق تعاميم عدة من وزارة التربية.
ويبدو ان ذلك لم يصل الى مدرسة “معهد الرسل” في جونية التي أرسلت الى الأهالي رسالة اقل ما يقال فيها انها بعيدة عن الحس التضامني والتعاطي التعليمي مع تلاميذها.
وجاء في الرسالة: “توزع إدارة القسم الابتدائي في معهد الرسل النتائج المدرسية للفصل الأول على التلاميذ نهاري الخميس والجمعة 6 و7 كانون الأول 2018. ولكي يتسلم المتعلم هذه النتائج ينبغي ان يكون القسط المدرسي عن الفصل الأول مسددا والا سوف يتم حجزها ولن يتمكن ولدكم من استلامها اسوة برفاقه لذا نرجو من حضرتكم المبادرة فوراً الى تسديد القسط المدرسي تلافيا لوضع ولدكم في موقف محرج”…
يا ترى هل فكرت إدارة المدرسة قليلاً قبل تعميم هذا الاجراء؟ هل فكرت بموقف أي تلميذ لديها في الصفوف الابتدائية اذا تعرض لهذا الموقف؟ وأين القيم الدينية والإنسانية في هكذا موقف من مدرسة ذات طابع مسيحي وما ذنب التلميذ في هذه المسألة؟ أسئلة برسم المعنيين عن المدرسة ووزارة التربية ربما لن تجد حلا ابداً!
يذكر ان الصورة انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتقد الناشطون هذا الأسلوب في التعامل مع التلاميذ في المدرسة.