تقول أوساط لبنانية لصحيفة “العرب” اللندنية إن تصعيد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي لا يملك ثقلا وازنا على الساحة اللبنانية لم يكن ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من “حزب الله” والنظام السوري.
وتلفت هذه الأوساط إلى أن ما قام به وهاب يندرج في إطار حملة موسعة أطلقها حزب الله قبل فترة لتعطيل تشكيل الحكومة. وبدأت هذه الحملة حينما تمسك الأمين العام للحزب حسن نصرالله بتوزير أحد النواب السنة الموالين له في اللحظات الأخيرة من قرب الإعلان عن التشكيلة الحكومية بعد حلحلة العقدتين المسيحية والدرزية.
وتدرج “حزب الله” في حملته بالتلويح بأن لا حكومة دون تمثيل أحد هؤلاء النواب، مطلقا العنان لأذرعه الإعلامية للتهجم على الحريري، الذي أبدى تمسكا بموقفه الرافض لمطلب الحزب الذي يستهدف خلق ثنائية سنية داخل الحكومة الجديدة بهدف إرباك الحريري وتحجيم ثقله.
ووصلت حملة الحزب ذروتها بالتصعيد الخطير الذي أقدم عليه وئام وهاب منذ الأسبوع الماضي، والهدف منه إظهار أنه يملك من القدرة الشيء الكثير لإعادة خلط الأوراق على الساحة اللبنانية، وأنه لن يتوانى عن استخدام جميع أوراقه لفرض سطوته.
واعتبر المحلل السياسي مكرم رباح أن حادثة الجاهلية وقبلها ما حصل في الشوف انتهى لكن المشكلة الأساسية مع “حزب الله” لم تنته فوئام وهاب هو صندوق بريد لعلي مملوك والنظام السوري وحزب الله، واستشهد المحلل بتصريح لوهاب قال فيه الأخير “عليكم الذهاب والتحدث مع نصرالله (الأمين العام لحزب الله).
ويشير رباح “إلى أن المشكلة تكمن في سعي “حزب الله” للضغط على الدولة اللبنانية وبالتحديد على الرئيس سعد الحريري لإجباره على الخضوع إلى شروطه في تشكيل الحكومة، والضغط أكثر وأكثر على وليد جنبلاط وهو الحريص على تفادي الفتنة الدرزية في الجبل”.
وتقول الأوساط السياسية إن الحملة المزدوجة التي يقودها وهاب ضد الحريري وجنبلاط تؤكد وجود تقاطع للمصالح بين دمشق وطهران على الساحة اللبنانية، وأن ما يروج على أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد اهتمامه بالساحة اللبنانية مجانب للصواب.