كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:
من 29200 ليرة في تشرين الاول، يتجه سعر صفيحة البنزين (98 أوكتان) الى 24 ألف ليرة، في غضون الاسابيع الثلاثة المقبلة، بما يعني ان ّمجموع الانخفاض بلغ أكثر من 5 آلاف ليرة للصفيحة.
تواصل أسعار المحروقات تراجعها للاسبوع السابع على التوالي لتسجّل المزيد من الانخفاض، ومن المتوقع ان تسجل أسعار البنزين اليوم تراجعاً بنحو 500 ليرة، على ان يتواصل مسلسل التراجع أقلّه الى 3 اسابيع مقبلة، وأن يسجل تراجعاً بقيمة 1000 ليرة على اسعار البنزين.
وكان جدول اسعار المحروقات الصادر عن وزارة الطاقة والمياه سجل آخر ارتفاع له بتاريخ 17 تشرين الاول، حيث كان سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان 28500 ليرة و98 اوكتان 29200 ليرة والغاز 17000 ليرة، لتصبح الاسعار في 28 تشرين الثاني، وبعد تراجع متواصل على مدى ستة أسابيع، 24800 ليرة، 25500 و14100 ليرة على التوالي.
وقد سجل خلال هذه الفترة تراجعاً مقداره 3700 ليرة لسعرَي صفيحة البنزين 95 و98 اوكتان، وتراجع 2900 ليرة في سعر قارورة الغاز 10 كلغ. أما اسعار المازوت فبدأت بالتراجع منذ 7 تشرين الثاني، وقد سجل حتى تاريخ 28 تشرين الثاني 1800 ليرة.
في هذا السياق، أكد الخبير النفطي جورج البراكس لـ”الجمهورية” ان اسعار المحروقات ستواصل تراجعها في الاسابيع المقبلة، ومن المؤكد ان هناك على الاقل تراجعا بقيمة 1000 ليرة في الاسابيع المقبلة. وعزا اسباب التراجع الى عوامل عدة، أبرزها:
تراجع سعر برميل النفط عالمياً الى حدود 59 دولاراً، رغم انه ارتفع الى 62 دولاراً في اليومين الماضيين الّا انه أكد انّ هذا الارتفاع لا يخيف، لأنّ الاتفاق تمّ في قمة العشرين بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني، وأعلنا نيّتهما بإيقاف الحرب التجارية ووقف زيادة الرسوم الجمركية من الجهتين. ولفت الى انّ الرئيس الصيني يسعى من وراء اتفاق قمة العشرين الى ان يعيد النمو الى صناعته واقتصاده، وبالتالي لن يناسبه ارتفاع سعر برميل النفط، لذا ستشهد الايام المقبلة تراجعاً مجدداً في أسعار النفط.
وأضاف: انّ هذه الزيادة المسجلة في اليومين الماضيين بقيمة 3 دولارات ذات أبعاد نفسية موقتة ولن يكون لها امتداد ولن تتواصل، لأن كميات النفط المعروضة على المستوى الدولي كبيرة، لا بل هناك فائض في العرض أكثر بكثير من فائض المطلوب، والدليل التراجع في نسب النمو الاقتصادي، أكان في اوروبا او حتى على صعيد العالم. أضف الى ذلك، انّ كميات النفط الناتجة عن زيادة الانتاج أتت أكبر بكثير من النقص الذي كان متوقعاً نتيجة فرض العقوبات على ايران.
ولفت البراكس الى هناك العديد من الدول استثنت نفسها من الالتزام بالعقوبات التي فرضت على صادرات ايران من النفط، فتركيا لم تلتزم والاتحاد الاوروبي لم يلتزم كذلك الهند والصين… ما يعني انّ العقوبات لم يلتزم بها سوى أميركا. لذا، لم يكن لها التأثير الكبير، ولا تزال الكميات المعروضة أكثر بكثير من الكميات المطلوبة.
يضاف الى هذه الأسباب السياسة التي يتبعها الرئيس الاميركي، والتي تقضي بالضغط على دول اوبك خصوصاً على السعودية بفرضه إلزامية خفض الاسعار بهدف إعطاء كل الدعم للاقتصاد الاميركي، وقد رحّب علناً وفي اكثر من مناسبة بتراجع اسعار النفط وطالبَ بالمزيد منه.
أضف الى هذه الاسباب إعلان قطر الانسحاب من منظمة اوبك، ما يعني انّ قطر لن تلتزم بعد اليوم سياسة الدول المنتجة للنفط بل تريد ان تتبع سياسة خاصة بها. وهذه الخطوة ستخلق مناوشات بينها وبين الدول الاعضاء في اوبك، وبالتالي فإنّ ردها سيكون عبر رفع إنتاجها. كما تساهم التخمة المسجلة في انتاج اميركا للنفط الصخري بمزيد من الانخفاض في اسعار النفط.
وختم البراكس: نتيجة كل هذه العوامل يمكن القول انّ تراجع سعر برميل النفط الى الـ 50 دولاراً وما دون، لن يكون مفاجئاً.