عبر مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى في تصريحات خاصة لـ “الوطن” عن “مخاوفه من عودة سيناريو الاغتيالات السياسية على يد النظام السوري وحلفائه في لبنان”، فيما تحدثت تقارير عن أن الاستخبارات السورية و”حزب الله” اللبناني يسعيان للسيطرة على المجلس الدستوري بعد أن عززا قبضتهما على القضاء العسكري، فيما كشفت مصادر لبنانية لـ “الوطن” أن “النظام السوري يطل مجدداً على الساحة اللبنانية، وقد كلف اثنين من كبار ضباطه إضافة إلى اللواء علي مملوك بمتابعة الشأن اللبناني وتوفير الدعم لحلفائه في لبنان، وعودة السيطرة على العديد من المفاصل وذلك عبر استهداف الرموز الوطنية الكبيرة في لبنان وبصورة خاصة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط”.
والحديث عن الهيمنة الإيرانية في لبنان سياسيا وقضائياً وعسكرياً عبر “حزب الله” اللبناني ليس بجديد، وهو كما اعتبره سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود “خنجرا في خاصرة الأمة”.
وفي هذا الصدد، هناك أسئلة كثيرة يطرحها المواطن اللبناني في ظل الضغوطات الاقتصادية والمعيشية، وحالة “القرف” التي يعاني منها الشعب اللبناني على كافة المستويات، لاسيما الابتزاز السياسي الذي يتعرض له رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مما يؤخر تشكيل الحكومة، إلا أنه وبالرغم من هيمنة “حزب الله” العسكرية، بقي المواطن اللبناني يؤمن بدولته أملاً أن يأتي اليوم وتتحقق فيه الحرية والسيادة الكاملة وان يكون السلاح فقط بيد الدولة اللبنانية، عبر انطلاق الاستراتيجية الدفاعية التي أعلنها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، ولكن ما حدث منذ عدة أيام وأثناء محاولة تبليغ وئام وهاب أحد أبرز رجال الاستخبارات السورية في لبنان بالدعوى المقامة ضده من قبل مجموعة من المحامين التابعين لـ “تيار المستقبل”، حيث تعذر تبليغه أكثر من مرة، مما اضطر أن تقوم دورية من شعبة المعلومات الذهاب إلى منطقة الجاهلية في جبل لبنان لتبليغه، إلا أن وهاب دعا مناصريه ومسلحيه النزول إلى الشارع، وحدث إطلاق نار من طرف مسلحي وئام وهاب ومسلحي المخابرات السورية، كما يسميهم البعض مما أدى إلى مقتل أحد مرافقي وهاب والذي تم نقله إلى مستشفى الرسول الأعظم التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بالرغم من وجود العديد من المستشفيات في منطقة الجبل وتوفي فيما بعد!؟
سلاح المخابرات السورية خرج للعلن في منطقة “الجاهلية” التي يسيطر عليها وهاب في وجه الشرعية اللبنانية وأجهزتها الأمنية، وكالمعتاد يتدخل حزب الله ويهب للدفاع عن حليفه ويحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية، ضارباً عرض الحائط كل الكلام المسيء للرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل الكلام المشين بحق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إضافة إلى تهديد وهاب للمدير العام للأمن الداخلي اللواء عثمان من انه سيلقى مصير مشابه لمصير الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي الذي اغتيل على يد شاب درزي.
ولكن الأكثر إهانة ما شهدته منطقة “الجاهلية” من ظهور مسلح من مناصري وهاب، دون أي خوف من أي ملاحقة قضائية، لأنهم واثقين من أن القضاء العسكري تحت سيطرتهم هذا السلك القضائي، الذي لم يتحمل توقيف شاكر البرجاوي المتهم بأكثر من قضية ترتبط بالسلاح اكثر من أربعة وعشرين ساعة، فقط كونه من رجال المخابرات السورية وحزب الله، إضافة إلى عدد من القضاة العسكريين لا يهمهم سوى تقديم أوراق اعتماد وحسن سلوك والسماع والطاعة لحزب الله من اجل تحصيل مناصب ارفع في الدولة وهذا هو حال القاضي العسكري المستقيل رياض أبو غيدا، الذي قدم كل أوراق اعتماده للمخابرات السورية ولحزب الله ابتداءً من ملف ميشال سماحة- مملوك الذي كاد أن يفجر البلد كل هذا من أجل الوصول إلى المجلس الدستوري من أجل تقديم المزيد من الخدمات لحزب الله وللمخابرات السورية ومن أجل أحكام السيطرة على ما تبقى من أجهزة الدولة القضائية، والمجلس الدستوري يوازي بقوته الدستورية قوة البرلمان كون المجلس الدستوري في لبنان هو هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية مهمته مراقبة دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات الرئاسية والنيابية من هنا يسعى حزب الله وضع يده على هذا المجلس عبر رياض أبو غيدا وغيره.
مصدر سياسي مطلع، أكد لـ “للوطن” أن “النظام السوري يطل مجدداً على الساحة اللبنانية، وقد كلف اثنين من كبار ضباطه إضافة إلى اللواء علي مملوك متابعة الشأن اللبناني وتوفير الدعم لحلفائه في لبنان، وعودة السيطرة على العديد من المفاصل وذلك عبر استهداف الرموز الوطنية الكبيرة في لبنان وبصورة خاصة وليد جنبلاط والرئيس الحريري”.
رسائل المخابرات السورية واضحة لمعظم اللبنانيين وهي متعددة مضامينها وبصورة خاصة الانتقام من الزعيم الدرزي جنبلاط، رداً على مواقفه من النظام السوري، كما تتضمن الرد على موقفه من أزمة تشكيل الحكومة، وإطلاقه نعت “سنّة علي مملوك” على النواب السنّة، الموالين لـ “حزب الله” وحلف “8 آذار”.
الرسالة السورية الأخطر، التي يتلقاها جنبلاط هي محاولة تطويقه في السياسة، وهناك من ينقل عن لسان النظام السوري، بأن الحساب آت مع جنبلاط والحريري حسب ما نقلت بعض المصادر لـ “الوطن”، ولا يمكن التكهن في ماهية هذا الحساب. هل الظهور المسلح لوهاب وفق صمت كل المسؤولين اللبنانيين يهدف إلى خلق بلبلة في الساحة الدرزية، بالإضافة إلى السعي إلى تأكيد عدم أحادية الزعامة في الجبل، كما يحاول سنة “حزب الله” والنظام السوري طرح نفس اللغة على عدم احادية الزعامة السنية في وجه الرئيس الحريري.
مصادر مطلعة أكدت لـ “الوطن”، أن “بعض سنة “حزب الله” بدأ يظهر عليه المال ومحاولات بعضهم تقديم الخدمات الصحية من خلال التمويل الإيراني، ومن خلال تقديم العديد من الخدمات الأمنية عبر القضاء العسكري المهيمن عليه سوريا وإيرانياً في محاول لخرق الطائفة السنية عبر الترهيب والترغيب”. ويؤكد المصدر ما شهدته الساحة الدرزية وبروز عملاء النظام الأمني السوري الإيراني أمثال وهاب وأبو غيدا، قد تشهده الساحة السنية قريبا عبر شخصيا شبيهة بالشخصيات الدرزية.
وما عبر عنه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون أثناء افتتاحه المكتبة الوطنية دليل على مستوى الخطاب السياسي الذي وصل في لبنان ومن انه سيتصدى له موضحاً أن “الدولة القادرة والعادلة التي نعمل جميعاً على تثبيت أركانها لا يمكن أن تكون تحت رحمة كلمة من هنا وردة فعل من هناك خصوصاً إذا كان ما يقال يهدد السلم الأهلي ويسيء إلى الكرامات”.
ولكن الأخطر ما يؤكده مصدر رفيع لـ “الوطن”، حيث عبر عن تخوفه من عودة سيناريو الاغتيالات السياسية على يد النظام السوري وحلفائه في لبنان.