Site icon IMLebanon

هذا ما سيتخلل “منتدى لندن”.. وهذه أهميته للبنان!

كتبت هلا صغبيني في “المستقبل”:

يأتي منتدى الاعمال والاستثمار البريطاني – اللبناني المنوي عقده في العاصمة البريطانية الاربعاء المقبل، ليؤكد التزام المجتمع الدولي بتعهداته حيال لبنان والثقة بقدرة اقتصاده على النهوض مجددا في ظل الرؤية التي قدمها في مؤتمر «سيدر» وفاز على أساسها بتعهدات مالية وصلت الى 11.8 مليار دولار.

ففي الوقت الذي تعيش البلاد حالة شلل حكومية يدفع ثمنها اللبنانيون بمختلف فئاتهم وطوائفهم وتستنزف مالية الدولة واقتصاده المتهالك اصلا، لم يكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري جالساً مكتوف اليدين بل كان يبحث عن وسيلة يستطيع لبنان من خلالها توفير أرضية مناسبة تؤمن جذب الاستثمارات التي تحتاج اليها البلاد في القطاعات كافة. فكان التحضير لانعقاد المنتدى في لندن بدعم بريطاني واضح ومشاركة كبيرة جدا لمستثمرين ورجال أعمال ومؤسسات دولية فاق عددها ما كان متوقعاً. اذ بلغ عدد الذين اكدوا مشاركتهم لحضور المنتدى الـ400 شخص بينما كان يتوقع الا يتعدى الـ150. وهو تعبير عن ثقة دولية باتت تفتقد في الداخل، وان هذا البلد الصغير لا يزال محط أنظار المجتمع الدولي الذي نقل عنه نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج قلقه حيال ما يحصل في لبنان وانه قد يسحب تعهداته اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.

«لم نتبلغ رسميا بذلك من أي جهة مانحة، ولم تضع اي مؤسسة دولية حضرت مؤتمر سيدر لبنان في هذا الجو السلبي»، اكد مستشار الرئيس الحريري، نديم المنلا ردا على سؤال «المستقبل» خلال مؤتمر صحافي عقده في السراي الحكومي أمس مع السفير البريطاني كريس رامبلينغ الذي اكد بدوره ان المجتمع الدولي يدعم رؤية الحكومة و«نحن مستمرون في تقديم كل الدعم الى لبنان» داعيا في الوقت نفسه الى التسريع في تشكيل الحكومة.

«هذا المنتدى يؤكد عكس ذلك»، قال المنلا، معترفا، في الوقت نفسه، بـ«وجود قلق بسبب تأخر تشكيل الحكومة ووجود مخاوف من أن يذهب جزء من هذه الاعتمادات الى مجالات اخرى». ودعا الى «الاسراع في تشكيل الحكومة»، مشددا على ان «المنتدى في لندن هو من اجل اعطاء زخم وفكرة للمجتمع الدولي انه، وعلى الرغم من وجود حكومة تصريف اعمال، الا ان هذه الحكومة واجهزتها لم تتوقف عن الاستمرار بالعمل من اجل تطبيق مقررات سيدر.. هناك عمل كبير يجري في اجهزة الدولة على الرغم من وجود حكومة تصريف اعمال».

يشرح المنلا بانه لا يجب النظر الى المنتدى بمعزل عن التطورات التي حصلت قبل مؤتمر «سيدر» حتى اليوم. فقبل «سيدر»، كان هناك مؤتمر للقطاع الخاص في بيروت جمع عددا كبيرا من رجال الاعمال اللبنانيين والشركات الاجنبية التي كانت مهتمة بالموضوع اللبناني، تم خلاله عرض المشاريع في برنامج الاستثمار الذي عرض في «سيدر». وبالتالي فان اللقاء في بيروت ولندن «يندمجان تحت دور القطاع الخاص في اعادة تأهيل البنى التحتية في لبنان والاستثمار فيه». «دور القطاع الخاص مزدوج»، قال المنلا، «من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وايضا في المشاريع التي ستمولها مؤسسات دولية او من موازنة الدولة اللبنانية، هناك دور كبير للشركات الدولية ومنها الشركات البريطانية لتنفيذ هذه المشاريع».

لندن لن تكون المحطة الاخيرة في برنامج تسويق مشاريع «سيدر»، فستيلها اخرى في باريس (والتي كانت مقررة الاثنين وارجئت الى موعد سيحدد لاحقا)، ثم برلين متوقعة في بداية الفصل الثاني من 2019. كل ذلك، «يندرج في سياق زيارات لعواصم دولية عدة لتشجيع القطاع الخاص وحضه على المشاركة في اعادة التأهيل والاستثمار في لبنان».