كشفت مصادر سياسية عليمة في تل أبيب النقاب عن أن الإدارة الأميركية منعت إسرائيل من المضي قدماً في صفقة بيع 12 طائرة حربية مقاتلة من طراز «إف 16» إلى كرواتيا، وأن البعض في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تصرفوا بشيء من الغضب الظاهر إزاء هذه الصفقة.
وقالت هذه المصادر إن هذه الصفقة كانت ستدر على الخزينة الإسرائيلية ما لا يقل عن نصف مليار دولار. وقد أبرمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شخصياً، مع نظيره الكرواتي أندريه بلينكوفيتش، خلال اللقاء الذي جمعهما على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، وأعلن عنها رسمياً في شهر مارس (آذار) الماضي.
وأثارت الصفقة نقاشات حادة في واشنطن، إذ أيدها مقربون من الرئيس دونالد ترمب، في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، ورفضتها وزارتا الدفاع والمالية ووكالة المخابرات، وحسم الموقف في النهاية ضد الصفقة، وأرسلت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية لمنع إتمام الصفقة، عبّرت خلالها عن رفضها لها رسمياً.
والحديث يجري عن طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز «إف 16»، يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بالتخلص منها، وإبدالها بطائرات «إف 15» المتطورة والأكثر عملية لمقتضياته. وعرضت إسرائيل 12 طائرة لبيعها إلى كرواتيا، التي كانت قد أعلنت عن مناقصة خاصة لشرائها.
وطائرات «إف 16» أميركية الصنع، وتشتريها إسرائيل وتدفع ثمنها من أموال المساعدات الأميركية البالغ حجمها 3.8 مليار دولار في السنة، لكن هذا لم يمنع إسرائيل من دخول المناقصة، ومزاحمة الشركات الأميركية التي تقدمت للمناقصة ذاتها. ووفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، فإن الأميركيين غاضبون من الإجراءات التي اتبعتها إسرائيل للفوز على الولايات المتحدة بالمناقصة، إذ أضافت أنظمة إلكترونية حديثة للطائرات الأميركية القديمة، صنعت في إسرائيل، وذلك لإقناع كرواتيا بشرائها.
واعتبر الأميركيون أن إسرائيل تصرفت على نحو غير عادل، وأنها تحاول تحقيق الأرباح على حساب الولايات المتحدة وصفقات السلاح الأميركية. وشددت الإدارة الأميركية على أن الحديث يدور في الأصل عن طائرات أميركية يمنع على إسرائيل بيعها لطرف ثالث، ناهيك عن دخولها في مناقصة لبيعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
كذلك فإن تأخير تنفيذ الصفقة يثير غضب المسؤولين الكرواتيين. فمن جهتهم، يعتبرونها خرقاً إسرائيلياً. ونقل مسؤولون كرواتيون كبار، مؤخراً، رسائل إلى إسرائيل، مفادها أنه يجب عليها حل هذه الإشكالية مع الإدارة الأميركية في أقرب وقت ممكن.
وطرح نتنياهو موضوع الصفقة التي تعطلت مؤخراً للنقاش خلال لقائه «العاجل» بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بروكسل، الاثنين الماضي. ووفقاً للمصادر، قال بومبيو لنتنياهو: «أنا لا أعارض. وزير الدفاع جيمس ماتيس هو من يعارض إبرام الصفقة الإسرائيلية، ويعطلها».