يغيب الرئيس المكلف سعد الحريري عن لبنان في الايام المقبلة حيث ينتقل الى لندن للمشاركة في منتدى اقتصادي لبناني – بريطاني، ووجودُه في الخارج سيعني وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان اي خرق في المشهد التأليفي الذي زاد اسودادا في الويك – أند، سيكون مستبعدا، وإن دارت خلف الكواليس، بخجل، بعض الاتصالات لاحتواء التوتر الذي استجد على خط بعبدا – بيت الوسط، اثر انزعاج الاولى من عدم تجاوب الرئيس المكلف مع طرح تشكيل حكومة من 32 وزيرا.
واذ تشير الى ان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل سينشط مجددا لرأب الصدع وهو قد يلتقي الحريري في بريطانيا بحكم مشاركته في المؤتمر الاستثماري عينه، تقول المصادر ان الصورة واضحة تماما لدى “المستقبل”، حيث بات مقتنعا ان الخلاف هو حقيقة بين حزب الله وقصر بعبدا حيث ترفض الضاحية اعطاء فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر الثلث المعطل في مجلس الوزراء العتيد، بينما يصر “البرتقالي” على الحصول على هذه الورقة. وللغاية، يمانع باسيل حتى الساعة، التنازل من حصة الرئيس عون لصالح توزير سني من فريق 8 آذار، على اعتبار ان الاخير لن يكون محسوبا له بل لحزب الله. وقد عكس كلام عضو اللقاء النائب جهاد الصمد هذه الصورة وكشفها كما هي بقوله ان تنازل باسيل عن الثلث المعطل يفتح الباب امام ابصار الحكومة النور خلال ساعات.
وبعد سرد هذا الواقع، تقول المصادر ان المستقبل عاتب على التيار الوطني الحر وعلى الرئيس عون ايضا، لكونه قرر نقل اللعبة مجددا الى ملعب الحريري وتحميل الرئيس المكلف مسؤولية التعثر الحاصل، مع انه يدرك ان الحريري قدم كل ما لديه وان صيغته جاهزة ومراسيم التشكيل كان يجب ان تصدر منذ شهر لو لم يخرج الحزب من قبعته “أرنب” ممثل سنّة 8 آذار. وبالتالي، فإن السهام كان من المفترض ان توجّه نحو المسؤول الفعلي لا نحو بيت الوسط. على اي حال، تلفت المصادر الى ان الحريري أظهر ليونة تجاه طرح توزير ممثل عن “التشاوري” من حصة الرئيس، ما يجعل البحث عن مخارج أخرى كتوسيع الحكومة، أمرا مريبا، يثبت ان الهدف مما يحصل هو الثلث المعطل. وفيما التيار والحزب يتنافسان عليه، تقول المصادر ان الرئيس المكلف ليس في وارد اعطائه لاي طرف ويصر على تقسيم الثلاث عشرات الذي وضعه لحكومته.
ووفق المصادر، فإن العامل الاقليمي الذي برز مجددا امس – من خلال انتقاد دول مجلس التعاون “دور إيران وتنظيم حزب الله الإرهابي في زعزعة استقرار لبنان وإضعاف مؤسساته السياسية والأمنية، وتفتيت الوحدة الوطنية وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية فيه”، وأمله بأن “يتمكن الحريري من تشكيل حكومة وفاق وطني تلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق”، وقول وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن “السعودية تدعم الحريري لتشكيل الحكومة، لكنها ترفض تدخلات إيران في السياسة اللبنانية، ودور حزب الله الثقيل في سياسة لبنان”- لن يزيد الحريري الا اصرارا على صيغة متوازنة حكوميا لا تعطي الغلبة لاي مكون، خاصة ان كان حزب الله…