كتبت صحيفة “الحياة”:
فيما ينتظر اللبنانيون امكان تشكيل الحكومة اللبنانية عشية الاعياد، فإن المبادرة الرئاسية التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، في محاولة لايجاد الحلول اللازمة للخروج من مأزق التأليف، لا تزال مستمرة، لكن المشاورات واللقاءات والاتصالات الجارية في اكثر من اتجاه ومنها ما يدور من كواليس وبعيدا من الاعلام والاضواء، لم تفض حتى الساعة الى أي جديد أو خرق في جدار أزمة التأليف، وفق مصادر مواكبة للملف الحكومي. وتتجه الانظار الى اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة الى الرئيس المكلف سعد الحريري، بعد عودة الاخير من لندن، لاستكمال المشاورات وجوجلة المواقف التي سمعها الرئيس عون تمهيدا لبلورة صيغة حل للعقدة السنية.
وفي هذا الاطار، كشفت مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية” عن خريطة طريق لتفكيك العقبة هذه، تبدأ بتأمين لقاء بين الرئيس المكلف والنواب السنة الستة، وفق “إخراج” لا يحرج أو “يكسر” أحدا، لا سيما الحريري، حيث قد تكون “بعبدا” مكانا صالحا للاجتماع بين الطرفين برعاية وحضور رئيس الجمهورية. وفي مقابل هذه الخطوة “الحريريّة”، سيتعين على النواب السنّة الـ6، القبول باختيار شخصية من خارجهم، لتمثيلهم في مجلس الوزراء. الا ان نجاح هذه الصيغة، يحتاج أيضا الى تراجع من قِبل “التيار الوطني الحر”، عن حصة الـ11 وزيرا التي يتمسك بها رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل.
وفي وقت يعقد نواب “اللقاء التشاوري” الستة اجتماعا غدا الاثنين، ادلى عضو “اللقاء” النائب عبد الرحيم مراد بموقف يعكس وجود بصيص أمل ولو بسيط بكسر المراوحة. فردا على سؤال حول ما اذا كان اجتماعهم المنتظر سيمهّد لولادة الحكومة، قال: “ننتظر عودة الحريري من السفر، وبعد ان نلتقيه ويسمع لنا ونسمع له، لكل حادث حديث. اقتراحنا المبدئي هو ان يتوزر احدنا. والوزير لا نريده لا من حصة رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة”، مضيفا “نقبل أن يسميه الرئيس عون انما من حصة اللقاء التشاوري”.
أما عضو “اللقاء” ذاته النائب قاسم هاشم فكشف أن “هناك اتصالات بعضها مُعلن والجزء الأكبر منها غير مُعلن، على كلّ الصعد والمستويات، ونأمل أن يتمّ التخفيف من حدّة الاحتقان”، مبيّنًا أنّ “لا مشكلة لدينا في أن يكون لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي 11 وزيرا”.
“فصل للمحاصصة”
واعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان أن “الوزراء الذي عينهم رئيس الجمهورية هم أعضاء في التيار الوطني الحر”، لافتا الى أن “الفصل بين حصة الرئيس وحصة التيار هو فصل للمحاصصة وليس فصل حقيقي”، مؤكدا أن “لبنان بأكمله هو المتضرر الاول من عدم وجود حكومة اليوم”.
ورأى سليمان أن “العمل اليوم هو على معركة رئاسة الجمهورية وللأسف المباراة الرئاسية في السابق كانت تبدأ قبل نهاية العهد بثلاثة أشهر ولكن في هذا العهد بدأت المباراة بعد ثلاثة اشهر من إنطلاقته”.
وأمل عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض في “ولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن، واللبنانيون بحاجة الى هذه الحكومة المتوازنة، وان التأخر في تشكيلها وعدم الأخذ بمقتضيات التوازن الوطني انما يظهر مدى التعنت والهواجس والأوهام الطائفية والسياسية، وسوء الحسابات السياسية وعدم الأخذ بالمصالح الوطنية التي تملي مواجهة المشاكل الحقيقية في هذا البلد”.
وأبدى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب تفاؤله بـ”تشكيل الحكومة”، معتبرا أن “الرئيس المكلف تقدّم عن الـ100 متر”، مشيرا الى أن “الشعب اللبناني برمّته مستاء إلى حدّ الغضب ووصلنا الى مرحلة لا تُحتمَل”. وأشار الى ان “علينا الإعتراف بتمثيل النواب السنة الستة في الطائفة السنية إلا أنهم لا يشكّلون كتلة نيابية حتى اليوم”، وطالب الحريري بأن “يلتقيهم”.
وأشار عضو التكتل ذاته النائب ماريو عون الى أن “الوضع اللبناني ككل يعنينا، ولذلك نتدخل لتقريب وجهات النظر في الملف الحكومي”، معتبرا أن “العناد لا يوصل إلا إلى الشلل المستمر”، مشيرا الى أن “لا شيء يمنع ان يجتمع عدد من النواب في كتلة معينة وهم انتخبوا من الشعب ويجب قبولهم كما هم”.
وقال عضو “كتلة المستقبل” النائب طارق المرعبي “اننا ننظر بتفاؤل الى مساعي واتصالات رئيس الجمهورية، ولكن على الافرقاء الذين يبتدعون العراقيل، ان يعوا ان الاخطار المحدقة الاقتصادية والتهديدات الاسرائيلية على لبنان لن تأتي على فريق دون اخر”. وسأل: “ماذا تريدون من الرئيس سعد الحريري ان يفعل اكثر مما فعله. أبالمكابرة والتحدي نبني وطنا او بالنقاش البناء والجدي والحرص على البلد والتسامح. وطالما يعرف الجميع اننا محكومون بالتوافق، فلماذا نفتعل البروباغندا ونوتر الاجواء ونعلي سقف الخطابات، لمصلحة من؟”.